يحمل المواطن الشاب، مصلح بن فهد الأحبابي (20 عاماً)، شغفاً كبيراً لدراسة هندسة البترول التي مهدت الطريق بدورها منذ 80 عاماً نحو اكتشافه، وإحداث نقلة نوعية في مسيرة الدولة الوليدة، من البساطة والحاجة إلى التنمية والحداثة، فقد أسهم المتخصصون منذ أواخر ثلاثينات القرن الماضي في عمليات التنقيب، التي لم تُجدِ نفعاً إلا بعد محاولات عدة آتت ثمارها بعد سنوات، حتى غدت هذه الصناعة قادرة على المضي قدماً إلى الأمام، وأسّس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، في عام 1971، شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، بهدف العمل في جميع مجالات صناعة النفط والغاز، وفقاً للأحبابي. الأحبابي: الاغتراب علّمني الالتزام الذي يقوم على احترام الوقت وإدراك أهميته جيداً. ويذكر الأحبابي، المبتعث من قبل شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، لدراسة البكالوريوس في جامعة ويست فرجينيا الأميركية، أن التخصص في هندسة البترول يتناول في الأساس التطبيقات الهندسية الكاملة ذات العلاقة بالغاز والنفط، بدءاً من استخراجه، مروراً بتكريره، وصولاً إلى تصنيع المنتجات المشتقة منه، وتوزيعها على المستهلكين. وتشمل هذه الهندسة موضوعات مختلفة عادةً ما تركز على تفاصيل منوعة، وعليه يكون لمتخصصي هذه الهندسة فرص مميزة للعمل في مهام وظيفية عدة في هذا المجال، كإجراء الدراسات الاستقصائية لاستكشاف وتطوير آبار النفط والغاز، وتحديد طرق الحفر التي ينبغي استخدامها. يرى الأحبابي، الطالب في السنة الثانية، أنه يحظى بـفرص ذهبية للعمل فور تخرّجه وذلك في ظل النشاطات المتنوعة للشركة التي ينتمي إليها (أدنوك)، والتي توسعت على مدى أربعة عقود، وعززت من موقعها فأصبحت واحدة من كبريات شركات النفط العالمية، التي لديها استثمارات في شتى نشاطات الصناعة النفطية، بما فيها النقل والشحن، والتسويق والتوزيع. يعمل الأحبابي، القاطن في مدينة مورغان في ولاية ويست فرجينيا، على تجاوز صعوبات الغربة لتحقيق طموحه لأن يصبح مهندس بترول متميزاً، وخدمة مشروعات الإمارات التنموية، ويؤثر الأحبابي تحمّل ضغوط الغربة ومواجهة تحدياتها بصبر واحتمال، من دون كلل أو ملل، الأمر الذي جنى منه الكثير من الغنائم المعنوية التي كان لها بالغ الأثر في شخصيته، مستطرداً: غدوت شخصاً مسؤولاً يدرك حجم الواجبات المطلوبة منه، بقدر تمسكه بحقوقه ومطالبته بها، إلى جانب الالتزام الذي يقوم على احترام الوقت وإدراك أهميته جيداً، إضافة إلى تقبّل الآخر واحترامه أيضاً والاعتراف بحقه في الوجود وحرية التعبير، ما يسهم في تغيير الصورة النمطية الخاطئة حولنا. يفتقد الأحبابي في الغربة، التي يتجاوب معها ويعمل جاهداً على الانسجام فيها والتفاعل معها، كل ما يحب ويرتبط به، إذ يضيف أفتقد وأحنّ لتراب وطني الذي منحني الكثير، لاسيما فرصة الابتعاث هذه، التي سأحقق من خلالها طموحي العلمي والعملي إن شاء الله. كما أحن إلى كنف أسرتي ورفقة أصدقائي الذين اعتدت على رفقتهم في السراء والضراء، وتجمعني معهم أجمل وأحلى الذكريات. ويواظب الأحبابي، ما أن تسنح له الفرصة والظروف، على المشاركة في الفعاليات والمناسبات التي تنظمها سفارة الدولة، ما يؤكد حجم الجهود الخارجية التي تبذلها الدولة لدعم الطلاب على شتى الصعد، وتلك التي تؤكد دورها الإنساني. وينهي حديثه بالقول: شاركت في ملتقى الطلاب السنوي الذي يمثل منصة حيوية لالتقاء الطلاب المبتعثين، وتلقيت مجموعة من النصائح والتوجيهات والإرشادات الأكاديمية المختلفة، وكذلك في الاحتفال باليوم الوطني لقيام الدولة. كما شاركت في ماراثون الشيخ زايد الخيري، الذي يعد من أبرز الفعاليات الخيرية التي تنظم في الولايات المتحدة، وتحديداً في مدينة نيويورك.