غريب ما يقدمه بعض الملحنين من السطو المباشر أو غير المباشر على ما قدمه السابقون من الفنانين من أعمال كونت إرثاً جميلاً يتغنى به البعض وأصبح تراثاً جميلاً يحفظ للدولة, تتناقله الأجيال, وهو ما يحصل للمغني الشعبي طاهر كتلوج المتوفى (1982م) الذي عرف في كل مكان في الجزيرة العربية فترة الستينيات الميلادية، بطقطوقة "هما ثلاثة وحنا اثنين" والتي تعتبر إرثاً لحارات مكة وأزقتها. هذه الطقطوقة أو كما نسميها "كسرات" سُرقت فعلياً في مقدمة مسلسل "أبو الملايين". للأسف إن من قام بتلحين مقدمة "أبو الملايين" الدكتور عامر جعفر, والذي لا نعلم كيف وصل به الأمر أن يسلب حق طاهر كتلوج الأدبي, فقد كان من الممكن لعامر أن ينسب العمل لفلكلور طاهر كتلوج ويكتب تطوير عامر جعفر, إلا أن البعض من الملحنين يتجاهلون عمداً اسم الملحن الرئيسي للعمل ويعتبرونه منسياً وطوته السنين وذاب لحنه, إلا أن الجمهور العائد لهذا التراث لا يمكن أن يتجاهل ما قدمه هؤلاء النجوم قبل سنين مضت. هناك مشكلة نعاني منها من فقد الترث السعودي من الملحنين ونثره على الأصوات العربية, وهي عدم حفظه بالشكل المتعارف عليه وتسجيله بأسماء من قدموه محلياً, لذا نجد من "هب ودب" يقتات من هذا التراث ويلونه على "كيفه" ويقدمه باسمه دون أدنى مسؤولية. ملحنو هذا الزمن اختلفوا عن الأجيال الماضية, حيث صناعة الألحان ومقدمات البرامج والمسلسلات, وبات اعتمادهم على ما قدم سابقاً و"سلقه" بأي طريقة كانت ويعرض في حالة إبهار جديدة. والمؤسف أن أشباه الدكتور ممن يعتمدون على مسمياتهم الفنية فقط وبقية ما يقدمونه من فن يسمى "لملمة" من التراث, دون الاعتماد على موهبة وعلم. المهم في هذه الحالة أن نؤكد على أن لحن مقدمة "أبو الملايين" الموسيقية من تراثنا وواضحة ك"رابعة النهار". وما نتمناه بعد ذلك أن تقوم وزارة الثقافة والإعلام بوضع لوائح واضحة تحفظ حقوق تراثنا الفني والأدبي. -