هذه مسؤولية الشؤون الاجتماعية بين الحين والآخر يتم رصد حوادث وتجاوزات متعددة، سواء حوادث الإيذاء الجسدي أو النفسي بحق الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، تلك الفئة التي يفترض علينا ككل حمايتها من كل التجاوزات لما لها من حرمة اجتماعية ونفسية وأخلاقية. وهذه الإساءات أو التجاوزات تطال بالدرجة الأولى وزارة الشؤون الاجتماعية، والتي تتولى الإشراف الكامل عليهم، سواء إشراف توفير الرعاية أو توفير الحماية في دور الحضانة والرعاية الاجتماعية المتعددة والمنتشرة تقريبا في كل مدينة ومحافظة. إن الدور المطلوب من الوزارة لا يقتصر فقط على توفير الرعاية، بل يبدأ بالرعاية والحماية، وينتهي بهما أيضا، فهي مسؤولية ذات ديمومة لبعض الفئات، ويحتاج ذلك إلى أن تكون هناك قواعد عمل وشروط وأساسيات يجب الالتزام التام في تطبيقها وعدم التهاون فيها بأي حال من الأحوال، حتى نضمن أن تكون هناك رعاية وحماية مستمرتين لا يمكن اختراق أي منهما. إن وزارة الشؤون الاجتماعية مدعوة إلى إيجاد مراجعة شاملة لكل آليات العمل لديها، وإضافة ما يمكن أن يحفظ لتلك الفئات حقوقها ويحميها من أي تجاوزات، خصوصا تلك التجاوزات التي تصدر من بعض المنتسبين للوزارة، إذ يتحتم على الوزارة أن توجد اشتراطات جديدة للعاملين الذين يتعاملون مع هذه الفئات، سواء في جانب السن أو في جانب الجنس، فما الذي يمنع أن يكون العاملون في تلك الدور من النساء، خصوصا مع الأطفال، كما يجب على الوزارة أن يكون لديها سيرة ذاتية حقيقية لكل من ينتسب إليها، وذلك لأن الوزارة وبدعم من الدولة تبذل المليارات في تقديم الرعاية والمساعدة، وهو جهد يشوهه حالة إيذاء أو إهمال.