تساءلت صحيفة «تلغراف» البريطانية أوائل الشهر الجاري، عن أي من أسواق الأسهم العالمية سيصل إلى الذروة في العام 2016، وعلى رغم أنها أقرت استحالة معرفة هذه السوق، إلا أنها أشارت إلى أن المستثمرين أصحاب البصيرة الثاقبة، سيتطلعوا إلى أسواق البلدان التي هبطت بها أسعار الأسهم بسبب الركود، والتي لديها فرص أفضل للصعود والإنتعاش. وضربت الصحيفة اليابان مثلا على تلك البلدان، إذ تواصل طوكيو تقدمها من حال الركود الاقتصادي التي تمر بها تحت قيادة رئيس وزرائها شينزو آبي الذي جعلها من أكثر الأسواق أماناً للمستثمرين. وأشارت الصحيفة إلى أن أسعار الأسهم الأوروبية تبدو معقولة، بالإضافة إلى أنها ستستفيد من دعم اقتصاديات مجموعة اليورو هذا العام، فيما أفادت بصعوبة التفاؤل بشأن أسواق الأسهم الأميركية، لإرتفاع أسعار الأسهم وارتفاع مستوى تقييم المحافظ المالية بها، مقارنة بأسواق الأسهم الكبرى الأخرى، ما قد يوحي بأن الأسهم الأميركية ستحقق مكاسب كبيرة هذا العام. وعلى رغم أن الأسواق الناشئة تضررت العام الماضي بسبب الصين التي شهدت تراجعاً كبيراً، بعد تدخلات من جانب الحكومة الصينية، إلا أن الأسواق المجاورة لبكين، مثل هونغ كونغ وكوريا الجنوبية وتايوان، قد تكون أكثر أماناً لمستثمري المواد الخام والطاقة، نتيجة انخفاض الأسعار التي أضرت بالعديد من الأسواق الناشئة، فيما أعتبرت فيتنام سوق عالي المخاطر. وأفادت «تلغراف» بأن انخفاض أسعار الأسهم في بورصتي روسيا والهند، من الممكن أن يخلق شراكاً خداعية، إذ ما فشلت أسعار السلع الأساسية التي انهارت في الإرتداد مرة أخرى. وعلى رغم أن أسواق الأسهم في أميركا اللاتينية في القارب نفسه، إذ تراجعت أسعار النحاس والحديد والنفط في كل من تشيلي البرازيل والمكسيك، على التوالي، خلال العام الماضي، إلا أن الصحيفة نبهت المستثمرين إلى أن مستقبل الإستثمار طويل الأجل لا يزال مشرق بها، مشيرة إلى أن لدى البرازيل فرصة تاريخية لإنعاش اقتصادها خلال استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية هذا العام. يذكر أن أسواق المال العالمية شهدت تراجعا كبيرا في نهاية الأسبوع الأول من الشهر الجاري، متأثرة بانخفاض بورصتي الصين اللتين أغلقتا بعد أقل من ربع ساعة على بدء الجلسات، إثر انخفاض تجاوز السبعة في المئة، ويثير التوقف التلقائي الجديد الثاني في أقل من أسبوع لبورصتي شنغهاي وشينزين قلق المستثمرين من حجم تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يشكل رئة للنمو الاقتصادي العالمي.