×
محافظة المنطقة الشرقية

اليمن.. مقتل القائد الحوثي «أبو تراب» في تعز

صورة الخبر

الإيمان بالملائكة هو الركن الثاني‮ ‬من أركان الإيمان في‮ ‬ديننا الحنيف،‮ ‬ويعني‮ ‬التصديق والاعتقاد الجازم بوجودهم وبصفاتهم وبوظائفهم التي‮ ‬وردت في‮ ‬كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إيماناً‮ ‬تاماً‮ ‬لا‮ ‬يتطرق إليه شك ولا ريب،‮ ‬قال تعالى‮ ‬وَمَن‮ ‬يَكْفُرْ‮ ‬بِاللهِ‮ ‬وَمَلاَئِكَتِهِ‮ ‬وَكُتُبِهِ‮ ‬وَرُسُلِهِ‮ ‬وَالْيَوْمِ‮ ‬الآخِرِ‮ ‬فَقَدْ‮ ‬ضَلَّ‮ ‬ضَلاَلاً‮ ‬بَعِيداً‮ (‬النساء‮) ‬136 ‬ والملائكة مخلوقات من عالم الغيب الذي‮ ‬لا‮ ‬يتسنى لأي‮ ‬امرئ منا إدراك حقيقته ومعرفة كنهه،‮ ‬خلقهم الله عز وجلَّ‮ ‬من نور،‮ ‬قال صلى الله عليه وسلم‮ ‬خلق الله الملائكةَ‮ ‬من نور وخلق الجانَّ‮ ‬من مَارجٍ‮ ‬من نار وخلق آدم مما وصف لكم‮ (‬رواه مسلم)،‮ ‬فهم ذواتٌ‮ ‬حقيقية وليست وهمية أو رمزية كما‮ ‬يوحي‮ ‬بعض البعيدين عن العلم والفقه،‮ ‬وهم في‮ ‬حالة انقياد تام وتنفيذ كامل لأمره سبحانه،‮ ‬ولا‮ ‬يستكبرون عن عبادته ويسبحونه في‮ ‬الليل والنهار لا‮ ‬يَفْتُرون ولا‮ ‬يتوقَّفون عن ذلك،‮ ‬قال تعالى‮ ‬وَلَهُ‮ ‬مَن فِي‮ ‬السَّمَاوَاتِ‮ ‬وَالأَرْضِ‮ ‬وَمَنْ‮ ‬عِندَهُ‮ ‬لا‮ ‬يَسْتَكْبِرُونَ‮ ‬عَنْ‮ ‬عِبَادَتِهِ‮ ‬وَلا‮ ‬يَسْتَحْسِرُونَ‮ * ‬يُسَبِّحُونَ‮ ‬اللَّيْلَ‮ ‬وَالنَّهَارَ‮ ‬لا‮ ‬يَفْتُرُونَ‮ (‬الأنبياء19-20) وللملائكة وظائف عديدة دلت عليها آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية المشرفة‮: ‬ { ‬فمنهم الموكلون بحمل عرش الرحمن جلَّ‮ ‬وعلا،‮ ‬قال تعالى‮ ‬وَيَحْمِلُ‮ ‬عَرْشَ‮ ‬رَبِّكَ‮ ‬فَوْقَهُمْ‮ ‬يَوْمَئِذٍ‮ ‬ثَمَانِيَةٌ‮ (‬الحاقة‮‮ 71). ‬ { ‬ومنهم الموكلون بالوحي‮ ‬وتبليغ‮ ‬رسالات الله وكتبه إلى الرسل من البشر،‮ ‬قال تعالى‮ ‬اللَّهُ‮ ‬يَصْطَفِي‮ ‬مِنَ‮ ‬الْمَلائِكَةِ‮ ‬رُسُلاً‮ ‬وَمِنَ‮ ‬النَّاسِ‮ ‬إِنَّ‮ ‬اللَّهَ‮ ‬سَمِيعٌ‮ ‬بَصِيرٌ‮ (‬الحج 75)‮‬ والموكل بهذه الوظيفة هو جبريل عليه السلام،‮ ‬قال تعالى عن سيدنا عيسى عليه السلام‮ ‬وَلَقَدْ‮ ‬آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ‮ ‬وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ‮ ‬بِالرُّسُلِ‮ ‬وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ‮ ‬مَرْيَمَ‮ ‬الْبَيِّنَاتِ‮ ‬وَأَيَّدْنَاهُ‮ ‬بِرُوحِ‮ ‬الْقُدُسِ‮ ‬أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ‮ ‬رَسُولٌ‮ ‬بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ‮ ‬اسْتَكْبَرْتُمْ‮ ‬فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ‮ ‬وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ‮ (‬البقرة‮‮ 78)‬،‮ ‬وروح القدس هنا هو جبريل‮.‬ { ‬ومنهم الموكلون بالجبال،‮ ‬قالت عائشة‮ ‬يوماً‮ ‬لرسول الله صلى الله عليه وسلم‮ ‬يا رسول الله هل أتى عليك‮ ‬يوم كان أشد من‮ ‬يوم أحد ؟ فقال لقد لقيتُ‮ ‬من قومِكِ،‮ ‬وكان أشد ما لقيت منهم‮ ‬يوم العقبة ؛ إذ عرضتُ‮ ‬نفسي‮ ‬على ابن عبد‮ ‬ياليل بن عبد كلال فلم‮ ‬يجبني‮ ‬إلى ما أردت،‮ ‬فانطلقتُ‮ ‬وأنا مهموم على وجهي‮ ‬فلم أستفق إلا بقرن الثعالب،‮ ‬فرفعتُ‮ ‬رأسي‮ ‬فإذا أنا بسحابة قد أظلتني،‮ ‬فنظرتُ‮ ‬فإذا فيها جبريل،‮ ‬فناداني‮ ‬فقال‮: ‬إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك،‮ ‬وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم،‮ ‬قال‮: ‬فناداني‮ ‬ملك الجبال وسلم عليَّ‮ ‬ثم قال‮: ‬يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني‮ ‬ربك إليك لتأمرني‮ ‬بأمرك فما شئتَ‮ ‬إنْ‮ ‬شئتَ‮ ‬أن أطبق عليهم الأخشبين،‮ ‬فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‮: ‬بل أرجو أن‮ ‬يُخْرِجَ‮ ‬الله من أصلابهم من‮ ‬يعبد الله وحده لا‮ ‬يشرك به شيئاً‮ (‬رواه مسلم‮).‬ { ‬ومنهم خازن الجنة،‮ ‬ويقال إن اسمه رضوان،‮ ‬فمن العلماء من‮ ‬يحمل لفظة رضوان في‮ ‬قوله تعالى‮ ‬يُبَشِّرُهُمْ‮ ‬رَبُّهُمْ‮ ‬بِرَحْمَةٍ‮ ‬مِنْهُ‮ ‬وَرِضْوَانٍ‮ ‬وَجَنَّاتٍ‮ ‬لَهُمْ‮ ‬فِيهَا نَعِيمٌ‮ ‬مُقِيمٌ‮ (‬التوبة‮ ‮12) ‬على أنه خازن الجنة‮. ‬ { ‬ومنهم خزنة النار،‮ ‬قال تعالى‮ ‬تَكَادُ‮ ‬تَمَيَّزُ‮ ‬مِنَ‮ ‬الْغَيْظِ‮ ‬كُلَّمَا أُلْقِيَ‮ ‬فِيهَا فَوْجٌ‮ ‬سَأَلَهُمْ‮ ‬خَزَنَتُهَا أَلَمْ‮ ‬يَأْتِكُمْ‮ ‬نَذِيرٌ‮ (‬الملك 8)‮‬،‮ ‬وقال تعالى على لسان أصحاب النار‮ ‬وَنَادَوْا‮ ‬يَا مَالِكُ‮ ‬لِيَقْضِ‮ ‬عَلَيْنَا رَبُّكَ‮ ‬قَالَ‮ ‬إِنَّكُمْ‮ ‬مَاكِثُونَ‮ (‬الزخرف‮ 77‬‮).‬ { ‬ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد وأقوالهم وكتابتها،‮ ‬قال تعالى‮ ‬وَلَقَدْ‮ ‬خَلَقْنَا الإِنسَانَ‮ ‬وَنَعْلَمُ‮ ‬مَا تُوَسْوِسُ‮ ‬بِهِ‮ ‬نَفْسُهُ‮ ‬وَنَحْنُ‮ ‬أَقْرَبُ‮ ‬إِلَيْهِ‮ ‬مِنْ‮ ‬حَبْلِ‮ ‬الْوَرِيدِ‮ * ‬إِذْ‮ ‬يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ‮ ‬عَنِ‮ ‬الْيَمِينِ‮ ‬وَعَنِ‮ ‬الشِّمَالِ‮ ‬قَعِيدٌ‮ * ‬مَّا‮ ‬يَلْفِظُ‮ ‬مِن قَوْلٍ‮ ‬إِلاَّ‮ ‬لَدَيْهِ‮ ‬رَقِيبٌ‮ ‬عَتِيدٌ‮ (‬ق ‬16-18 ‮) { ‬ومنهم الموكلون بقبض أرواح الناس،‮ ‬قال تعالى‮ ‬وَهُوَ‮ ‬الْقَاهِرُ‮ ‬فَوْقَ‮ ‬عِبَادِهِ‮ ‬وَيُرْسِلُ‮ ‬عَلَيْكُمْ‮ ‬حَفَظَةً‮ ‬حَتَّى إِذَا جَاءَ‮ ‬أَحَدَكُمُ‮ ‬الْمَوْتُ‮ ‬تَوَفَّتْهُ‮ ‬رُسُلُنَا وَهُمْ‮ ‬لا‮ ‬يُفَرِّطُونَ‮ (‬الأنعام‮ 16)‬ { ‬ومنهم الموكلون بسؤال العبد في‮ ‬القبر،‮ ‬كما جاء في‮ ‬حديث مشهور للرسول‮ صلى الله عليه وسلم. ‬ والملائكة كثيرو العدد،‮ ‬وأفضلهم جبريل،‮ ‬ومنهم ميكائيل وإسرافيل عليهم السلام،‮ ‬قال صلى الله عليه وسلم‮ ‬اللَّهُمَّ‮ ‬رَبَّ‮ ‬جِبْرَائيل وميكائيل ورب إسرافيل أعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر‮ (‬رواه النسائي‮ ‬وصححه الألباني‮). ‬ ومن أبرز صفات الملائكة أنهم لا‮ ‬يأكلون ولا‮ ‬يشربون ولا‮ ‬يتناسلون،‮ ‬وخلقوا على صورة عظيمة ولهم أجنحة متباينة العدد،‮ ‬قال تعالى‮ ‬الْحَمْدُ‮ ‬لِلَّهِ‮ ‬فَاطِرِ‮ ‬السَّمَاوَاتِ‮ ‬وَالأَرْضِ‮ ‬جَاعِلِ‮ ‬الْمَلائِكَةِ‮ ‬رُسلاً‮ ‬أُولِي‮ ‬أَجْنِحَةٍ‮ ‬مَّثْنَى وَثُلاثَ‮ ‬وَرُبَاعَ‮ ‬يَزِيدُ‮ ‬فِي‮ ‬الْخَلْقِ‮ ‬مَا‮ ‬يَشَاءُ‮ ‬إِنَّ‮ ‬اللَّهَ‮ ‬عَلَى كُلِّ‮ ‬شَيْءٍ‮ ‬قَدِيرٌ‮ (‬فاطر 1)‬،‮ ‬وقد أعطاهم الله القوة ليتمثلوا ويتشكلوا في‮ ‬غير صورهم التي‮ ‬خلقهم الله عليها حسبما تقتضيه الأحوال‮.‬ د‮.تيسير التميمي ‬قاضي‮ ‬قضاة فلسطين،‮ ‬رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي‮ ‬سابقاً،‮ ‬أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس ‮ ‬www.tayseer-altamimi.com ‮ ‬info@tayseer-altamimi.com