كتبت - سحر معن: مع حلول إجازة الربيع، تتجدد التساؤلات حول برنامج الطلاب لاستغلال الإجازة في الترفيه وتجديد النشاط بعد عدة شهور من الدراسة والاختبارات المتوالية. ويؤكد طلاب وطالبات لـ الراية أن قصر إجازة الربيع لا تترك لهم خيارات كثيرة، وتنحصر اختياراتهم بين السفر للاستمتاع بالطبيعة والسياحة الخارجية أو قضائها في الدوحة واعتبارها فرصة للتزاور وإعادة الدفء للعلاقات الأسرية والاجتماعية. وأشاروا إلى أن الفعاليات والمهرجانات تركز على فئات محددة وهي الترفيه على العائلات والأطفال، ولا تقدم برامج قادرة على استقطاب الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة، مطالبين بتنوع الفعاليات لإرضاء كافة الأعمار. ويطالب الطلاب بإعادة النظر في فترة إجازة منتصف العام الدراسي، وتمديدها لمدة شهر، وهي فترة كافية لممارسة الهوايات والسفر والاستمتاع بالفعاليات والمهرجانات الداخلية، واستعادة الأنفاس والنشاط قبل بدء منتصف العام الدراسي الثاني. في البداية ترى أسماء خالد الكعبي (طالبة في المرحله الإعدادية) أن فترة الإجازة غير كافية لفعل أمور كثيره كالسفر أو الدخول في دورة وورش تدريبية وتوضح أن إجازة الربيع تندمج مع أجواء الدراسة من النوم المبكر والمذاكرة المتواصلة، مطالبة أن لا تقل الإجازة عن شهر، فهي تعدها فترة بسيطة ولا يستطيع الطالب أن يتأقلم معها كونه خلال أسابيع يدرك أنه عائد إلى المدرسة. وأضافت: نستمتع كثيرا بإجازة الصيف لأنها طويلة ونستطيع بها فعل كل ما نرغب به ولكن إجارة الربيع ماهي إلا فاصل للعودة للمدرسة والنهوض مبكرين, كما أنني لا أفكر أن أفعل أي شيء في هذه الإجازة سوى النوم. وتؤكد الطالبة عليا إبراهيم الهاجري (طالبة في المرحلة الثانوية) أنها وضعت برنامجا خاصا بها، وقررت أن تعود لهوايتها المفضلة وهي الرسم ورسم العديد من اللوحات التي تؤهلها للمشاركة بالمسابقات التي تقام كل حين وآخر, وطالبت عليا بأن تمتد إجازة الربيع قليلا كي تستطيع أن تستمع بأجواء الإجازة والسهر مع أهلها. وقالت: إن أجواء الربيع لا تعوض حيث اعتدال الأجواء ولعله يتم تبديل إجازة الربيع بأجازة الصيف الطويلة كي نستمتع بالسفر والتجول والاستمتاع بالوقت حيث إجازة الصيف نقضيها في المنزل لحرارة الأجواء وارتفاع الرطوبة. تخطيط ويؤكد الطالب محمد المهندي أن الإجازات تحتاج إلى تخطيط للتخلص من الروتين ليعود الطالب بعد كل إجازة أنشط من قبل. وقال: هذه الثقافة لم نتقنها بعد، مع أننا نحصل على إجازات متفرقة طوال العام، وغالبيتنا يقضيها في السهر والنوم، دون بذل أي مجهود لتغير نمط حياته، أو بذل مجهود لعمل شيء يستفيد منه. وأكد أهمية استغلال هذه الإجازات القصيرة بالتسجيل في الدورات التدريبية، لاكتساب مهارات معينة، أو إنهاء بعض الأمور المتعلقة منذ فترة، إلا أن ذلك كله لا يأتي وليد اللحظة، لأنه سيفشل ويحتاج أيضا إلى متابعة وتوازن في توزيع الأوقات، معترفا أن إجازته هذه لم يستفد منها كثيرا، مشيرا إلى أنه كل يوم يقول سأنفذ وسأفعل، إلا أن اليوم يتسرب من بين يديه دون أي فائدة تذكر. غير كافية وأوضح الطالب محمد عباسي أن فترة إجازة الربيع غير كافية، ولا يستطيع الشباب الاستمتاع بالإجازة حيث من المعروف بأن الشباب يحبون السفر والكشتات بشكل أكبر من الفتيات اللاتي يقضين وقتهن في المنزل مع الأسرة. وطالب بتمديد فترة إجازة منتصف العام إلى شهر لكي يشعر الطالب بأنه تعب واجتهد وحصل على مقابل أيام قليله ليتنفس ويجدد نشاطه ويعود بجديه إلى المدرسة, ويكمل عامه الدراسي بتفوق. الإجازات القصيرة أفضل الأخصائية النفسية هند إبراهيم تقول: إن الإجازات القصيرة تعد أفضل للطالب عند عودته مرة أخرى للدراسة، دون أن يشعر بثقلها أو ينتابه الخمول العضلي والذهني من طولها، والذي يستوجب عادة أن يأخذ الطالب خلال عودته مدة قد تمتد إلى أسبوعين كي يستطيع أن يتقبل مجريات الدراسة بشكل طبيعي. وأشارت إلى أن هناك شريحة كبيرة من الطلاب لا تناسبها الإجازة القصيرة، والتي قد تخلف لهم توترا نفسيا لعدم الراحة النفسية الكافية والاسترخاء الذهني، والتي تتطلب أن يجد الطالب من خلالها فترة معقولة يكافئ فيها نفسه بالترفيه والاسترخاء النفسي، وهو ما يساعد الطلاب على التفرغ لمهام جديدة، وأيضا تهيئتهم لاستيعاب قدر معلوماتي كبير حين يعودون لمقاعد الدراسة. وترى بأن الإجازات القصيرة تعد أكثر فائدة وأقوى أثرا، حيث يستشعر الطالب فيها كل يوم يمضي، بل ويحرص على استغلال كل لحظاته للاستمتاع والترفيه من خلال السبل المتاحة.