مما لاشك فيه أن الطفل يقضي معظم ساعات يقظته في اللعب بل قد يفضله أحياناً على النوم والأكل فهو أكثر أنشطة الطفل ممارسة وحركة، ويعرف اللعب على أنه نشاط موجّه أو غير موجّه يعبر عن حاجة الفرد إلى الاستمتاع والسرور وإشباع الميل الفطري له، ويقوم به الأطفال لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية ويحقق لهم في نفس الوقت المتعة والتسلية وهو ضرورة بيولوجية في بناء ونمو الشخصية المتكاملة للفرد. ولعلنا نتساءل ما هي أهمية اللعب؟، يعتبر اللعب من قبل علماء النفس أهم أسلوب يستطيع الطفل من خلاله التعبير عن نفسه وعن ظروف حياته، وقد أثبتت الدراسات والخبرات أن اللعب يمكن أن يجد حلولاً عديدة للمشاكل عن طريق الاستكشاف، وأشارت أيضاً الدراسات إلى أن بمقدور اللعب أن يوصل للشخص المعالج وينقل له ما يريد الطفل أن يعبر عنه، ويستخدم اللعب للتواصل مع الأطفال وتعليمهم كيفية حل المشكلات والتصدي لسلوكهم السلبي. * ما هو العلاج عن طريق اللعب؟ - العلاج عن طريق اللعب علم قائم بذاته، فعّال في كثير من المشاكل والصعوبات التي يواجهها الطفل، فالأطفال عادة تنقصهم القدرة على التعبير عن مشاكلهم الخاصة مثل الكبار، والحديث مع الطفل الصغير عن مشاكله واهتماماته والصعوبات التي يواجهها ليس سهلاً إذا كانت عن طريق أسئلة وأجوبة كما يحدث بالنسبة للشخص البالغ، لذا نجد الأطفال يعبرون بشكل أكبر من خلال اللعب، فنحن يمكننا فهم أطفالنا بشكل أكبر إذا فهمنا لعبهم، وبمشاهدتنا وملاحظتنا للأطفال وهم يلعبون نعرف أكثر عن أفكارهم ومشاعرهم ودوافعهم وصراعاتهم أكثر مما نعرفه من الحديث معهم ولذا سمي اللعب لغة الطفولة. ولأن البقاء في المستشفى لأسابيع في صراع مع المرض شيء مرعب، فإن العلاج الترفيهي للأورام هو وصفة طبية لتحويل هذه المشاعر، ففي غرفة اللعب المخصصة للعلاج يكون الطفل في مكان آمن محبب للنفس يتعامل مع مخاوفه بطريقة أفضل ويتغلب على الصعوبات التي يواجهها. إن الأخصائي المدرب على هذا النوع من العلاج تكون لديه القدرة على فهم محتويات لعب الطفل، حيث سيساعده على التحدث عن مشاعره وإيجاد الحلول المناسبة في جو علاجي آمن، كما يعطى الطفل المريض فرص للابتكار والضحك واللعب حيث إن هذا البرنامج يعين الأطفال المرضى ليساعدوا أنفسهم. ويحرص قسم الخدمات الاجتماعية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال ومركز الأبحاث على إيجاد غرف للألعاب مجهزة بكامل المعدات والألعاب اللازمة للمريض ويشرف عليها أخصائيات متخصصات في هذا المجال، واللواتي يسعين جاهدات لخلق جو آمن يستطيع الطفل فيه * التعبير عن نفسه. * تجربة أشياء جديدة. * تعلم المزيد عن سير العالم من حوله والاستكشاف والتفتح أكثر من المعتاد. * تبسيط المفاهيم التي يصعب على الطفل فهمها. * الإجابة على جميع الأسئلة بشكل مبسط. ويسعى القائمون على الرعاية في هذا المركز على ترغيب الأطفال في الحضور لتلقي العلاج وذلك عن طريق إقامة البرامج والمسابقات وتقديم الهدايا والجوائز. وتعتبر غرف اللعب بالمركز هي الملاذ الآمن للطفل والمكان المحبب إليه، ولم يتم الاكتفاء بإقامة هذه البرامج داخل غرف الألعاب بل أصبحت مكاناً لتنظيم حفلات الأعياد والحفلات الشهرية، ومسابقات تلاوة وحفظ القرآن الكريم ومسابقات الرسم أيضاً، كل ذلك من أجل تشجيع الأطفال على اكتشاف مواهبهم والتنفيس عما بداخلهم ومساعدتهم على قهر الخوف والإرهاق.