بدأت باكستان اليوم (الخميس)، يوم حداد وطني على ضحايا الاعتداء الذي نفذه فصيل من حركة "طالبان" على جامعة في شمال غربي البلاد، والذي أسفر عن 21 قتيلاً. ونكست الأعلام فوق كل المباني الحكومية داخل البلاد وخارجها، كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف. فيما تقام صلوات في العاصمة إسلام آباد. وتوعد شريف بالرد "من دون هوادة" على المجزرة. وأمر قوات الأمن بملاحقة مدبّري هجوم الأربعاء على جامعة باشا خان في شارسادا، إذ استهدف الطلاب بالقنابل والأسلحة الرشاشة. وقال شريف في بيان من سويسرا، حيث يشارك في منتدى "دافوس الاقتصادي العالمي"، إنه "يتابع الوضع شخصياً"، مضيفا أن "تضحيات مواطنينا التي لا تحصى لن تذهب هدراً". وأكد أن "الأمة بكاملها متحدة في مواجهة الإرهاب". وأعاد هذا الهجوم إلى الأذهان المجزرة التي وقعت عام 2014، في مدرسة يديرها الجيش في بيشاور القريبة، والتي أثارت صدمة في البلاد ودفعت بالجيش إلى شن هجوم واسع النطاق ضد المتطرفين. وقتلت قوات الأمن المسلّحين الأربعة الذين شنوا الهجوم على الجامعة، الذي تبناه فصيل من حركة "طالبان" الباكستانية. لكن قيادة الحركة وصفته بأنه "يتعارض مع الإسلام"، متوعدة أيضاً بملاحقة المسؤولين عنه. وتم دفن كل ضحايا الهجوم أمس، وبينهم أستاذ الكيمياء سيد حميد حسين، الذي تحدى المسلحين وأطلق عليهم النار بمسدسه. فيما كان طلابه يهرعون إلى الاحتماء في الخارج. ويذكّر هذا الهجوم بأسوأ اعتداء شهدته البلاد قبل أكثر من عام في مدرسة في بيشاور، على يد "طالبان" التي قتلت بدم بارد أكثر من 150 شخصاً، غالبيتهم من التلاميذ.