×
محافظة المدينة المنورة

منبر الحرمين: المملكة القلب النابض للأمة.. وكل ما يصدر منها تتردد أصداؤه

صورة الخبر

وصف الجيش السوداني تصريحات حركة جيش تحرير السودان الدارفورية المسلحة، التي يقودها عبد الواحد محمد النور، والتي ذكرت فيها أنها صدت هجومًا موسعًا على مناطق قرب جبل مرة بدارفور، وألحقت خلالها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات بالقوات الحكومية، بأنها «فرفرة مذبوح»، وقال إنها حاولت استغلال وقف إطلاق النار، وإن قوة من الجيش شنت حملة مضادة عليها، أفقدتها قرابة 80 في المائة من المناطق التي كانت تسيطر عليها قبل العمليات الأخيرة. وقالت حركة جيش تحرير السودان إنها صدت هجومًا حكوميًا من خمسة محاور على مواقع قرب جبل مرة، وألحقت بالقوات المهاجمة خسائر فادحة بلغت 200 ما بين قتيل وجريح، وإنها دمرت عددًا كبيرًا من آلياتها وعتادها، واستولت على 100 عربة «لاند كروزر» مسلحة وبحالة جيدة.. من جهته، قال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد أحمد خليفة الشامي لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات التابعة لعبد الواحد محمد النور لا تستطيع فعل ما أورده البيان بحكم تاريخها وعددها، وأضاف موضحا أن «قوة عبد الواحد لا تستطيع أن تفعل هذا، فهي لم تحقق على مدى تاريخها أي إنجاز عسكري يُذكر، وكل نشاطها ينحصر في تحريض المدنيين في معسكرات النازحين، وحول القرى، وقد استفادت فقط من الطبيعة الجغرافية لمنطقة الجبل، وظلت متمترسة في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب الطبيعة الجغرافية لمناطق شرق وغرب ووسط جبل مرة». وأعلن جيش حركة تحرير السودان في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط»، أمس، إن هجوم الجيش السوداني على مواقعه بدأ منذ الجمعة الماضي، ووفقًا لبيان موقع باسم المتحدث العسكري لجيش تحرير السودان شهاب الدين أحمد حقار، فإن قواته صدت الهجوم الحكومي الذي بدأ عبر خمسة محاور، باستخدام سلاح الطيران والمدفعية الثقيلة والراجمات. وأبلغ العميد الشامي الصحيفة أن قواته خاضت العمليات في مناطق شرق وغرب جبل مرة، ردًا على هجوم القوات التابعة للحركة المتمردة على مناطق إدارية ومناطق تشوين، وأن الهجوم جر عليها حملة لم تصمد أمامها طويلاً، حيث خسرت خلالها عددا كبيرًا من قواتها، وما ينيف على 80 في المائة من المناطق التي كانت تسيطر عليها في شرق وغرب جبل مرة. وذكر بيان المتحدث العسكري حقار بأن قواته استولت على 100 سيارة بحالة جيدة، وكميات من الأسلحة والذخائر والمعدات، وأن الطيران الحكومي ظل يواصل قصفه للمناطق التي تسيطر عليها حركته لليوم الخامس على التوالي، ما أدى إلى إحراق قرى ومساكن المدنيين الذين فروا إلى أعالي الجبال والوديان. بيد أن العميد الشامي كذب ما ورد في البيان، بقوله: «ستثبت الأيام كذب ادعاءاتهم»، وفي الوقت ذاته رفض الإفصاح عن حجم الخسائر التي تكبدتها قواته أو القوات الأخرى، بقوله إن «الأجواء العامة هي أجواء وقف إطلاق النار وأجواء تصالحية، يجري خلالها عمل لإلحاق هذه الحركات بالحوار، ونحن نعتبر الحوار الوطني عملاً استراتيجيًا تقوم الدولة، والقوات المسلحة واحدة من أدواتها». كما جدد الشامي التزام قواته بوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس عمر البشير الشهر الحالي، لكنه أوضح في المقابل أن «وقف إطلاق النار لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي، وما يحدث عمل عسكري بحت، لكننا لا نريد مزيدًا من التصعيد». وفصل بيان جيش تحرير السودان العمليات التي قال إنه كبد خلالها الجيش السوداني خسائر كبيرة، بقوله إنه صد هجومًا متحركًا حكوميًا كان متجهًا نحو مناطق صابون الفقر، وقور، لانبنج، واستولى على 35 سيارة «لاند كروزر»، وأسقط نحو 200 من القوات الحكومية بين قتيل وجريح. وأضاف البيان أنهم صدوا هجوما حكوميًا آخر كان متجهًا نحو مناطق دلو، وبرقو، روفتا، ودمر خلال العملية 30 سيارة «لاند كروزر»، واستولى على 30 أخرى، فضلاً عن سيارتين محملتين بالأسلحة، كما صد هجومًا ثالثًا في منطقة جنوب جبل على مناطق كالي كتن، توري، ودمر خلال العملية ثلاث سيارات أخرى، إضافة إلى صد هجوم رابع شمالي منطقة جبل مرة كانت متجه لفتح طريق روكو ومناطق شمال غربي الجبل وسورونق كيلوي، بالإضافة إلى هجوم خامس في محور كننينقا، بلدونك، للدخول لمنطقة قولو الحصينة. بيد أن العميد الشامي جدد سخريته مما أورده البيان، ورفض اعتبار العمليات الحالية محاولات من الطرفين لإعادة ترتيب الأوضاع على الأرض لتقوية المواقف التفاوضية، بقوله إن «الحكومة لم تكن ضعيفة، وهم لم يكونوا في موقف القوى، وما يحدث عمل عسكري بحت، يستهدف صد الهجمات على قواتنا»، وأضاف موضحا: «لقد واصلت قواتهم الهجوم على قوافلنا ومناطق التشوين، فقامت القوات المسلحة بهجوم مباشر على المواقع التي يسيطرون عليها، ففرت قواتهم واحتمت بالمدنيين ومعسكرات النازحين، ولن تطاردهم قواتنا وسط المدنيين، وإخراجهم منها عمل تقوم به الإدارات الأهلية». وتتمركز قوات حركة جيش تحرير السودان، إحدى ثلاثة حركات مسلحة رئيسية لا تزال تخوض حربًا ضد حكومة الخرطوم، في مناطق جبل مرة الذي يغطي مساحة قدرها 12800 كلم، ويتكون من سلسلة من المرتفعات، تتخللها الشلالات والبحيرات البركانية، مما يجعل منه موقعًا حصينًا، تتحصن فيه قوات الحركة منذ نشوب النزاع في دارفور عام 2003.