×
محافظة المنطقة الشرقية

عالم الآثار زاهي حواس ينقب عن المكتشفات الحديثة للآثار المصرية في مركز الشيخ إبراهيم

صورة الخبر

حين ننظر الى قضايا الإعلام الجديد ودورها في تحقيق الأمن الفكري والثقافي، يتجه الكثيرون بداهة الى مسائل الاختراق الثقافي الواردة من الخارج، وذلك جزء مهم، ولكن الأهم منه الأمن الفكري على المستوى الداخلي للمجتمع، في وقت تتعزز فيه من خلال المواقع الاجتماعية النعرات الطائفية والمذهبية والعنصرية والقبلية، بل حتى المتطرفون يجدون لهم منابر مفتوحة لبث سمومهم واصطياد الشباب الصغار للتغرير بهم، ولذلك يأتي الأمن الفكري الداخلي في مرتبة الأولوية للقفز على الاختراقات التي يصنعها أفراد المجتمع وهم يتحاورون بطريقة سلبية لا تجد تقويما أو تقييما فكريا لها، لأن طبيعة الإعلام الجديد أن ينزاح الجميع دون قيود أو ضوابط غير التي يتمتعون بها أصالة من مرجعياتهم الدينية أو الاجتماعية أو الإنسانية، ولكن هنا يحدث نوع من الإفراط والتفريط ويتبعه التشابك والتمايز والتباعد. الأمن الفكري في المواقع الاجتماعية والإعلام الجديد عموما، مسألة ينبغي أن تجد عناية مكثفة في ظل متغيرات من حولنا وسيولة اجتماعية وثقافية مع العالم، ذلك قد يسهم الى حد كبير في اضطراب الأفكار والاتجاهات ويجعل مسألة الضبط والانضباط الذاتي في غاية الصعوبة، ودون تحديد برامج فكرية جاذبة وملهمة ومنحازة لأفكار التنوير المعرفي لا يمكن أن نحصل على أداء اتصالي مهم، وحتى إذا كانت هناك أنظمة لجرائم المعلوماتية ستجد رهقا في الالتزام والتقيد بها، وذلك يجعل من المواقع الاجتماعية كارثة تواصلية تختلط فيها الأوراق ولا يرتقي فيها الحوار، بما يتنافى مع الأفكار الاتصالية التي نشأت بموجبها تلك المواقع. كل فرد عضو في موقع اجتماعي يمارس دورا إعلاميا واتصاليا، فيما يعرف بالمواطن الصحفي، وذلك له ضوابطه وآدابه وليست العملية سائلة الى الحد الذي يقدم فيه كل شخص نفسه بصورة مهترئة وغير مراعية لمشاعر الآخرين وحقوقهم في التواصل مع الناس، فالمسألة بمجملها راقية وهدفها نبيل، ولا يمكن أن نتراجع بها الى مستويات متواضعة من الفكر تعزز كل ما هو سلبي لدى الأشخاص وبالتالي على المجتمع بأكمله، فهنا يحدث الاختراق الفكري وهو أمر معنوي وعقلي لا يمكن التعامل معه إلا بما يتم تناوله كمنتج لعقل وفكر الشخص العضو في المواقع الاجتماعية، وينبغي أن ننظر الى الصورة الكلية أن أي ممارسات سلبية وغير لائقة تحسب على كل المجتمع وليس بالضرورة الفرد وحده، ما يضاعف المسؤولية إذا كنا نرغب في تقديم أنفسنا للآخرين بصورة جدية ومناسبة لماهيتنا الاجتماعية والوطنية وعرض فكرة ثقافية وإنسانية لافتة وجديرة بأن تلفت أنظار الآخرين لنا كمجتمع متقدم ومتطور.