تجددت، أمس، الاحتجاجات الاجتماعية في مدينة القصرين التونسية (وسط غرب)، بينما قام الطيران الحربي بقصف مخابئ لمسحلين متحصنين في المرتفعات القريبة، لمنع تسللهم إلى داخل المدينة، خصوصاً مع اتساع دائرة التحريض من قبل صفحات للتواصل الاجتماعي يديرها محسوبون على تنظيمي القاعدة في بلاد المغرب وداعش، على استغلال تحركات المحتجين والانغماس فيها لتنفيذ أعمال إرهابية. وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، أبوالحسن الوسلاتي، أمس، أن وحدات الجيش الوطني، نفذت رمايات بالمدفعية وقصفاً بالطيران الحربي، على مسالك تنقل عدداً من المجموعات الإرهابية، على إثر رصد تحركاتها على مستوى عدد من الجبال المتاخمة لمدينة القصرين. وأضاف الوسلاتي، أنه تم نشر قوات عسكرية إضافية في مواقع مختلفة، لمنع أي محاولة من هذه المجموعات الإرهابية لاستغلال الوضع الحالي بالجهة، والتستر بالتحركات الاجتماعية للمواطنين، وفق تعبيره. إلى ذلك، قال المكلف بالإعلام بوزارة الداخلية، وليد الوقيني، إن أطرافاً اندست وسط المحتجين، مشيراً في نفس السياق إلى أن الأطراف الإرهابية تستفيد من مثل هذه التحركات. وأشار الوقيني إلى أن مطالب محتجي القصرين مطالب مشروعة، ولا بد أن يكون احتجاجهم سلمياً، مضيفاً أنه تمت دعوة الأمنيين إلى ضبط النفس إلى أقصى الدرجات. خرق حظر التجوال وفي سياق متصل، أكد والي القصرين الشاذلي بوعلاق، أن نحو 700 من المحتجين اقتحموا مقر الولاية واعتصموا داخلها، كما أقرّ بتسجيل حالات لخرق حظر التجول بالمدينة بعد بدء تنفيذه ليلة أول من أمس، معلناً الشروع في عقد سلسلة جلسات مع مجموعات من الشباب العاطلين عن العمل، في خطوة لتحيين المعطيات المتعلقة بملف التشغيل بالجهة وتحديد الإمكانات المطلوبة لتوفير مواطن الشغل. اتساع الاحتجاجات واتسعت الاحتجاجات لتشمل مدناً أخرى، حيث تجددت، أمس، التحركات الاحتجاجية بمدينة تالة المجاورة، وأقدمت مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل على إشعال الإطارات المطاطية وإغلاق الطريق الرئيسية وسط المدينة، كما تم تعطيل الدروس في المعاهد الثانوية بمنطقتي الزهور وتالة. كما شهدت مدينتا فوسانة وفريانة من ولاية القصرين، احتجاجات نظمها الأهالي، نتج عنها غلق الطرقات وتعطيل الدروس بالمؤسسات التعليمية. واحتج شباب مدينة المكناسي التابعة لولاية سيدي بوزيد (وسط)، تضامناً مع شباب القصرين، وقاموا بإغلاق الطريق الرابطة بين صفاقس وقفصة، عبر بإشعال الإطارات المطاطية ومنع جميع وسائل النقل من المرور عبر هذه الطريق. واضطر معتمد معتمدية المزونة التابعة لولاية سيدي بوزيد إلى مغادرة مقر عمله بعد توافد عدد من المحتجين من حاملي الشهادات العاطلين عن العمل، للمطالبة بالتنمية والتشغيل. وشهدت مدينة صفاقس ثاني أكبر مدن البلاد (وسط شرق)، احتجاجات نظمها الأمنيون الذي خرجوا في مسيرة حاشدة طالبوا خلالها بتسوية وضعياتهم المهنية، وبالترفيع في منحة الخطر، ومنحة العمل الإضافي. وعرف مقر ولاية سوسة (وسط شرق) جملة احتجاجات نظمها رجال الأمن وبعض عائلاتهم على خلفية مطالب اجتماعية وأخرى تخص الأمنيين الموقوفين، كما احتج عمال السياحة بدورهم على ما وصفوه بتغييبهم عن قائمة المنتفعين بالمنح، بينما تجددت احتجاجات العاطلين عن العمل. كما نظم أعوان الأمن والجمارك بولاية الكاف (شمال غرب) وقفة احتجاجية أمام السجن المدني بالجهة