جاء تقرير "نزاهة" الذي أصدرته الأربعاء الماضي ليس مقللاً من جهود المؤسسة العامة لجسر الملك فهد إنما مساعداً لها لكشف بعض جوانب القصور التي قد لا تكون مشاهدة ووضع الحلول العاجلة لرفع المعاناة عن مستخدمي الجسر من الأفراد أو شركات النقل، بما يكفل توفير الخدمة بانسيابية وسرعة، آخذين بالاعتبار سمعة المملكة، والحرص على تقديم الخدمات بأفضل مستوى. وأكد مستثمرون في قطاع النقل البري أن تكدس الشاحنات على جسر الملك فهد أصبح أزمة مزمنة تستعصي على الحل، مشيرين إلى إن تقرير "نزاهة" بتحميل بعض الجهات الحكومية العاملة على جسر الملك فهد مسؤولية التكدس لنقص الكوادر البشرية ليس جديدا وإنما جاء لتأكيد ظاهرة طالما اشتكى منها المستثمرون، لافتين إلى أن تكدس الشاحنات أفقد الشركات السعودية سوق البحرين بشكل شبه كامل، جراء عدم القدرة على الوصول إلى السوق بالسرعة المطلوبة جراء طول فترة الانتظار قبل الدخول للبحرين. وأوضح المستثمر عبدالرحمن العطيشان أن تخصيص أرض من قبل البحرين كموقف مؤقت خطوة إيجابية، وتنم عن اهتمام المنامة بأزمة التكدس التي تواجه الشركات سواء البحرينية أو السعودية، مشيرا إلى أن عملية السيطرة على هذه المشكلة تتطلب تخصيص أراض بمساحة كبيرة من الجانبين، مشددا على أهمية أن يكون الجسر الرابط بين البلدين كنقطة عبور وليس كمنطقة تجمع كما يحصل حاليا، مبينا أن الفترة التي تتطلبها عملية إنهاء الإجراءات في الوقت الراهن تصل إلى 24 ساعة تقريبا، وفي بعض الأحيان تصل إلى 48 ساعة، مؤكدا أن أجور النقل سواء من البحرين أو من المملكة سجلت ارتفاعا كبيرا تجاوز 50%، مطالبا المسؤولين بضرورة النزول إلى الميدان للوقوف على المشكلة عن قرب عوضا من الاكتفاء بالتقارير التي ترفع والتفاعل مع تقرير "نزاهة"، مؤكدا أن الكثير من المشاكل يمكن حلها من خلال سرعة اتخاذ القرارات. ولفت العطيشان إلى أن شركات النقل البري في المملكة بدأت تتلمس الآثار السلبية الناجمة عن تكدس الشاحنات منذ فترة طويلة، مؤكدا أن الأزمة المستمرة ساهمت في فقدان سوق البحرين بشكل شبه كامل، بحيث لم تعد الشركات قادرة على الوصول إلى تلك السوق جراء الطوابير الطويلة التي تتطلبها عملية السماح بالدخول إلى مملكة البحرين. إلى ذلك قال رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين الدكتور عصام فخرو إن عملية إنسيابية الحركة التجارية بين السعودية والبحرين مرتبطة بحل مشكلة تكدس الشاحنات على جسر الملك فهد، مشيرا إلى أن الجسر ساهم في تسهيل عملية التبادل التجاري وعمليات عبور البضائع والسلع، داعيا لإزالة جميع العراقيل التي تعترض طريق استمرارية النمو الحاصل من تحقيق الاستفادة القصوى منه والعمل على تحقيق تقرير "نزاهة"، مشددا على ضرورة التفكير في معالجات عملية نهائية وجذرية والابتعاد عن الحلول المؤقتة التي تتفاقم مع مرور الوقت، خاصة وأن الحركة عبر جسر الملك فهد تواجه مشكلة تكدس الشاحنات بصورة تكاد أن تكون شبه يومية وخاصة في مناطق التخليص الجمركي على جانبي جسر الملك فهد وذلك لفترات طويلة مما يمس مصالح الكثير من قطاعات الأعمال والتجار في البلدين الأمر ويؤدي تعطل سير أعمالها في الكثير من الأحيان بسبب تأخر استلام وتفريغ بضائعهم، وهو ما يؤثر على حجم التجارة البينية بين البلدين الشقيقين، مضيفا أن هذه المشكلة تتطلب وقفة جادة ومراجعة شاملة لجميع المسببات للوصول إلى حل جذري لها. من جانبه نوه رئيس مجلس الأعمال السعودي البحريني خليفة الدوسري بأن الحل المثالي لتجاوز أزمة تكدس الشاحنات يكمن في إقرار العمل على مدار الساعة، فتحديد ساعات العمل في إدارة الجمارك يبقي الأمور قائمة، ويحول دون القدرة على تجاوز أزمة التكدس، مشيرا إلى أن المجلس يتحرك بشكل جاد لتجاوز كافة المعوقات التي تعترض سبيل استمرارية الحركة البينية بين الشركات العاملة في البلدين، مبينا أن ارتفاع حجم التبادل التجاري، واستمرار محدودية المساحة المتاحة لاستقبال الشاحنات يسهم في تكريس أزمة الشاحنات التي تضطر إلى البقاء في طوابير طويلة لساعات رغم تقرير "نزاهة".