قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه من الصعب أن تتغيّر إيران من دولة مارقة إلى دولة محترمة وسط المجتمع الدولي، وإنها سعت للتعتيم على سياساتها الطائفية التوسعية الخطرة ودعمها لـ "الإرهاب" بتوجيه التهم غير المسنودة ضد السعودية. وقال في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن إيران تبدو في الظاهر أنها تتغيّر -بعد إبرامها الاتفاق مع القوى الدولية الكبرى حول برنامجها النووي- لكن سلوكها منذ قيام ثورتها عام 1979 وحتى بعد إبرامها الاتفاق النووي، ظل ثابتا، وإن دستورها ينص على تصدير الثورة، ونتيجة لذلك قامت بدعم الجماعات التي تتبنى العنف مثل حزب الله والحوثيين والمليشيات الطائفية في العراق. وأضاف الجبير أن إيران أو الجماعات المدعومة من قبلها قد أُدينت بهجمات إرهابية على نطاق العالم وضد السعودية. وأورد العديد من الأمثلة على هذه الهجمات. وقال أيضا إن إيران تستخدم الهجمات ضد المقرات الدبلوماسية كوسيلة في سياستها الخارجية، وعدّد هجمات إيرانية داخل إيران وخارجها على ست مقرات دبلوماسية لدول مختلفة، وأشار إلى اغتيال دبلوماسيين أجانب وسياسيين إيرانيين معارضين في الداخل والخارج. السعي للهيمنة وأوضح أن حزب الله، الذي أسماه بديل إيران، يحاول السيطرة على لبنان ويشن حربا ضد المعارضة السورية، قائلا إن ذلك ساعد على ظهور وصعود تنظيم الدولة. وأشار إلى أن إيران ساعدت الحوثيين على الاستيلاء على اليمن، الأمر الذي ساعد على قيام الحرب الأهلية هناك. " عادل الجبير: السؤال الرئيسي هو هل ترغب إيران في الالتزام بقوانين النظام الدولي أم ترغب في البقاء دولة "ثورية" توسعية لا تحترم القوانين الدولية " وقال إن إيران هي الدولة الوحيدة المحاربة في الشرق الأوسط والتي تتطلع للهيمنة على المنطقة، والتي تفسر إشارات التصالح الإيجابية بأنها ضعف. وأكد الجبير أن السعودية لن تسمح لإيران بتهديد أمنها أو أمن حلفائها. وقال إن إيران تتهم بلاده بغسل أدمغة الناس لنشر "التطرف" ووصف ذلك بأنها "تهمة غريبة ومهينة لكل السعوديين وللسعودية بلاد الحرمين الشريفين". راعية "للإرهاب" واستمر يقول إن السعودية لم توصف بالدولة الراعية للإرهاب، لكن إيران وُصفت بذلك، وإن السعودية لم تُفرض عليها عقوبات لدعمها "الإرهاب" لكن إيران فُرضت عليها، وإن السعودية ليست بلادا وُضع بعض مسؤوليها في قوائم "الإرهاب" لكن إيران كذلك. وأكد أيضا أن السعودية ضحية لـ "الإرهاب" الذي يتم أحيانا على أيدي حلفاء إيران، وأنها على خطوط القتال ضد "الإرهاب" واعتقلت وحاكمت آلاف المشتبهين والمتهمين وستستمر في قيادة الجهود الدولية لتعقب المشاركين والممولين والمحرضين على الأنشطة "الإرهابية". واختتم مقاله بالقول إن السؤال الرئيسي: هل ترغب إيران في الالتزام بقوانين النظام الدولي أم ترغب في البقاء دولة "ثورية" توسعية لا تحترم القوانين الدولية. وأعرب عن أمله في أن تعمل إيرانعلى حل المشاكل مما يسمح للناس بالعيش في سلام، قائلا "لكن ذلك يتطلب تغيّرات كبيرة في سياسة إيران وسلوكها. وسنظل منتظرين حدوث ذلك".