أطلقت المؤسسة العامة للحي الثقافي في قطر (كتارا) مبادرة هي الأولى من نوعها لتعزيز التواصل الاجتماعي وتشجيع السلوك الإيجابي، واعتماد مجموعة مبادئ لنشر التسامح ونبذ الكراهية داخل شبكة التواصل الاجتماعي. وبحسب القائمين على المبادرة، التي أطلقت أمس بحضور نشطاء ومدونين، فإن المبادرة تهدف إلى نشر مجموعة من المبادئ والسلوكيات في كيفية الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي. وقال أحمد السيد، نائب المدير العام لشؤون العمليات في مؤسسة «كتارا»، في تقديمه للمبادرة، إنها ستقوم «بإطلاق وتبني حملات إعلامية وترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل موقع (تويتر) وصفحات (فيسبوك)، و(إنستغرام)، من خلال تغريدات، ووسم خاص بالحملة وهو (#غرد_معنا_باسمك)، لتشجيع السلوك الإيجابي داخل مواقع التواصل». وأضاف أن هذه الحملة صيغت بعد اجتماعات ومشاورات وحوارات مع الخبراء والمختصين والمهتمين والمغردين في العالم الافتراضي، داخل وخارج قطر. وأكد أن هذه المبادرة «تسعى لوضع مجموعة من المبادئ الخاصة بكيفية التفاعل الإيجابي في وسائل التواصل الاجتماعي، وتأكيد القيم الأخلاقية والإنسانية والاحترام المتبادل عند استخدام هذه الوسائل». وأشار إلى أن المبادرة جاءت استجابة للتزايد المطرد في أعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع، لا سيما من فئة الجيل الجديد من الشباب والشابات، الذين يقضون ساعات طويلة في التفاعل الافتراضي دون إدراك لمهارات وخصائص التواصل الإيجابي مع الآخرين على فضاء الإنترنت، مما يؤثر سلبًا على الحوار الهادف والتفاعل الإيجابي، ومن ثم الإساءة إلى قيم المجتمع وتقاليده، مضيفًا أنها تعكس قيم الوحدة الوطنية والتضامن، وتسعى لتعزيز دعامات العدل والإحسان والحرية والمساواة ومكارم الأخلاق. وهي تتماشى مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يعترف بحرية التعبير مع المسؤولية، وتعدد الآراء، وعدم استغلال المعلومات في التشهير أو الابتزاز أو الافتراء أو الإساءة الشخصية. وأكد الدكتور خالد الجابر، أستاذ الاتصال ومدير إدارة العلاقات العامة والاتصال في مؤسسة «كتارا»، أن المبادرة تسعى لتعزيز العمل بمنظومة قيم مجتمعية تتضمن خمسة عشر مبدأ، من بينها استخدام الأسماء الحقيقية، ومنع الحسابات الوهمية، ومكافحة نشر الشائعات، وتحري الدقة، والاعتماد على المصادر الموثوقة، والالتزام الأخلاقي تجاه القضايا الوطنية، والبعد عن التعصب والعنصرية، وعدم التحريض على العنف والإرهاب، ومنع التهجم على الأديان والمعتقدات، والتهجم على المذاهب، ومراعاة التغريد مع الأطفال والمرأة، واحترام حقوق الملكية الفكرية. وفي كلمتها، شددت عائشة الكواري، الرئيس التنفيذي لقطر التطوعي، على ضرورة ربط التعليم بهذه المبادرة، والعمل مع المجلس الأعلى للتعليم لنشرها بين الفئة الناشئة، مبينة أن وسائل التواصل الاجتماعي هي الأسرع انتشارا والأكثر استخداما بين هذه الفئة، من الوسائل التقليدية، وأضافت: «من الضروري جدا العمل ضمن هذا الإطار حتى تحقق المبادرة أهدافها». من جانبه، دعا الإعلامي حسن الساعي، أحد الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى التكاتف لإنجاح هذه المبادرة، والحد من السلوكيات السلبية التي تقدم صورة خاطئة عن المجتمع، معتبرا أن هذه المبادرات من شأنها أن تنشر الوعي وتسهم في عكس صورة إيجابية عن رقي المجتمع وثقافته وعاداته وتقاليده. بينما قال عمار محمد، مستشار ومدرب الإعلام الرقمي بشركة «سوشال ميديا»، إن هذه المبادرة «تعزز روح الأخلاق والتعامل مع ذاتنا باحترام ومصداقية ونزاهة قبل الآخرين، وذلك من خلال الحياة العامة ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة»، موضحًا أنه لا يمكن أن نرتقي في التواصل دون أن نفهم أن الحوار جزء واحترام الآخرين هو الداعم الرئيسي للتواصل الحضاري والإنساني. يذكر أن وسائل التواصل تشهد نموا متزايدا في العالم العربي وفي دول الخليج خصوصا، وأوضح تقرير نشر مؤخرا أن 98 في المائة من المنازل في قطر متصلة بشبكة الإنترنت، وتحتل قطر المركز الثاني بعد كوريا الجنوبية في حجم اتصال السكان بالشبكة.