المقصود بالجنديّة التجنيد العسكري أو أداء الخدمة العسكرية وليس كما يسميه البعض بالتجنيد الإجباري. قضيتُ جزءا من حياتي وبالذات فترة الشباب في السلك الأمني وهو أحد القطاعات العسكرية عرفت فيه معنى الحياة في بعض ابعادها غير الواضحة لي من قبل. عرفت لين الحياة وقسوتها، الاشتغال فيها ومنها، مرارة العطالة والفراغ، النشاط أو الكسل، مساعدة النفس وبالتالي مساعدة الآخرين، القدرة على مواجهة الصعاب أو الاستسلام لها، الخيبات أو النجاحات، الثقة والاعتماد على النفس.. الخ. اليوم.. نحن أحوج ما نكون الى تراصف طوابير الشباب في ميادين الخدمة العسكرية. وقد قيل في هذا الأمر الكثير وطُرحت العديد من الافكار ولكني ربما سآتي بجديد في ظل تلك المتغيرات والظروف بالغة التوجس والتحفّز حيث تحيطنا الأخطار من كل جانب. ما أود قوله: إذا يوجد حساسيّة ما تجاه إدراج شباب الأمه في أداء الخدمة في القوات المسلّحة (الجيش) فليكن إنشاء معسكرات للتدريب العسكري الأمني وهو ما يُعتبر أقل درجة من التدريب على استخدام الأسلحة الثقيلة والمشاركة في المعارك الحربية والقتال في الجبهات. أعني تصميم برنامج تدريبي للشباب في معسكرات تتوزع في مناطق بلادنا تحت إشراف وزارة الحرس الوطني كقوة عسكرية/مدنية وتنفذه وزارة الداخلية (قوات الأمن الخاصة + قوات الطوارئ الخاصة بالأمن العام) يتم التركيز فيه على رفع اللياقة البدنية والتدريب على الانضباط العسكري ومهارات استخدام الأسلحة الخفيفة وخلال مدة هذه الخدمة الأمنية يتم تثقيف الشباب حول أهميّة أمن الوطن وكيفية حمايته والتصدي لأي عابث أو إرهابي من خلال مساندة أجهزة الأمن وقت الحاجة. بتنفيذ أو تطوير مثل هذه الفكرة نكون قد حققنا أكثر من هدف مثل غرس مفهوم المحافظة على الأمن والمساهمة في صيانته فعليا فيما لو حدث طارئ لا سمح الله، وثالثا حفظ الشباب من الانحراف بسبب وقت الفراغ الطويل خصوصا للعاطلين منهم عن العمل وسد احتياجاتهم المادية من خلال المكافآت الشهرية التي ستُصرف لهم بجانب تكفّل الدولة بمصاريف الاعاشة والعلاج والألبسة والسكن اثناء مراحل التدريب. أطرح هذه الفكرة وأنا على يقين بأن الدولة بمؤسساتها المختلفة لديها الكثير من الآراء والأفكار يبقى فقط مناقشتها بشكل رسمي واتخاذ القرار الذي ينتظره آلاف الشباب وأهاليهم وينتظره الوطن من قبل ومن بعد. aalkeaid@hotmail.com لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net