شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ بدأت العشر الأواخر وبدأ معها المسلمون في التماسها وتحري ليلة القدر فيها ليكون ختام رمضان سعادة لهم في الدنيا والآخرة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعظم هذه العشر بالاجتهاد في العبادة، كما أخبرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأنه صلى الله عليه وسلم كان يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، كما أخبرت ـ رضي الله عنها ـ في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر شد مئزره وأيقظ أهله، وهو مما يدل على عظمة هذه الأيام، متطرقا فضيلته إلى ليلة القدر موضحا أنها ليلة عظيمة خير من ألف شهر وقد أخفاها المولى عز وجل ليجتهد العباد بالطاعة فيها. إلى ذلك، أكد سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن العشر فيها من الفضائل المشهورة، والخصائص العظيمة، داعيا للاعتكاف في هذه العشر. وقال سماحته معقبا: إن من الخسارة العظيمة أن تفوت على المسلم تلك الليالي بلا فائدة، سهر ليلا بلا فائدة، ونوم عند الوقت المفضل، وتجاهل بهذه الأيام، وما كأن لها شأن، وهذا حال الغافلين، أما المؤمن حقا؛ فهو يغتنمها ويجد فيها، ويطلع لها، ويرجو من الله القبول لأعماله. وتطرق سماحته إلى الحديث عن ليلة القدر، موضحا أنها خير وأفضل الليالي على الإطلاق، ليلة نالت بها الأمة المحمدية الشرف والفضل والسؤدد، الليلة التي عظم الله شأنها، ورفع ذكرها، وذكرها في كتابه العزيز في موضوعين من القرآن؛ فيقول جل وعلا: (حم. والكتاب المبين. إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم. أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين. رحمة من ربك إنه السميع العليم)، ويقول جل وعلا: (ليلة القدر خير من ألف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر). وأضاف الشيخ آل الشيخ: «إن إنزال القرآن في ليلة القدر زادها شرفا وفضلا، هذا القرآن العظيم الذي هو آخر كتب الله، وآخر كتب الله وآخرها عهدا بالله، هذا القرآن العظيم، الذي جمع الله فيه معاني ما سلفه من الكتب، وجعله مهيمنا عليها يحق الحق ويبطل الباطل: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه)، هذا القرآن العظيم الذي تكفل الله بحفظه؛ فلم تستطع أيدي السوء أن تمتد إليه زيادة أو نقصانا أو تحريفا في ألفاظه، بل هو محفوظ بحفظ الله، رغم كيد الأعداء من القدم، ولكن الله تكفل بحفظه؛ فحال بينهم وبين ما يريدون: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). خصائص العشر وعلى صعيد متصل، دلت الأحاديث الكثيرة على فضيلة العشر الأواخر، وشدة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنامها والاجتهاد فيها بأنواع القربات والطاعات، ولها الكثير من الخصائص، أبرزها: ما ذكرته عائشة من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحيي ليله، ويشد مئزره (أي يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والعبادة)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي هذه العشر اغتناما لفضلها وطلبا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها ليلة القدر، التي قال الله تعالى عنها: (ليلة القدر خير من ألف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر)، وقال فيها عز وجل: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم)، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة العادلة، استحباب الاعتكاف فيها، وهو: لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل. همم وعزائم من جانبه، أوضح الداعية الشيخ محمد صالح المنجد أن المسلم قد «يشعر بنوع من نقص العبادة ونوع من التكاسل والفتور في وسط رمضان، هذا شيء ملاحظ فإن الناس في العادة ينشطون في أيام رمضان الأولى لما يحسون من التغيير وما يجدون من لذة العبادة نتيجة الشعور بالتجديد في أول الشهر، ثم ما يلبث هذا الشعور أن يبدأ في الاضمحلال ويصبح الأمر نوعا من الرتابة في العشر الأواسط ونلحظ هدأة الرجل على بعض الصلوات في المساجد خلافا لما كان عليه في أول الشهر، ونلاحظ نوعا من القلة في قراءة القران في وسط الشهر عما كان عليه في أوله، ثم تأتي العشر الأواخر بعد ذلك وما فيها من القيام وليلة القدر لتنبعث بعض الهمم والعزائم مرة أخرى، لكن فكروا معي هل من الصحيح أن يحدث لدينا نوع من التكاسل ونوع من الفتور في وسط هذا الشهر أم أنه ينبغي علينا استدراك ذلك، ويجب علينا أن لا نخسر شيئا من أيام رمضان ولا نركن إلى شيء من البرود في أواسط هذا الشهر». الدعاء والاستغفار أما إمام وخطيب جامع الملك سعود بقصر خزام الشيخ سعيد بن عبدالله القرني تحدث عن ليلة القدر، أن على المسلم تحري تلك الليلة بالذكر والدعاء والاستغفار وكل عمل يقرب إلى الله لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: «لتمسوها في العشر الأواخر» وطالب فضيلته من المسلمين أن يستعدوا لهذه الليالي بالعبادة ليدركوا ليلة القدر ويفوزوا برضا الخالق عز وجل مشيرا أن البعض يضحي في هذه الليالي من أجل التبضع في الأسواق وهو ما لا ينبغي للمسلم أن يفرط في مثل تلك المواسم والنفحات التي يمنحها المولى للمؤمن لاغتنامها. ويستحب في هذه العشر «الاعتكاف» وهو لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل، وهو من السنة الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، الذي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، واعتكف أزواجه وأصحابه معه وبعده، وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما».