×
محافظة المنطقة الشرقية

د. الداود: العلاقات السعودية - الصينية أثمرت العديد من الإنجازات في المجالات كافة

صورة الخبر

هل يمكنك أن تعيش وحدك بمعزل عن أهلك، وبمعزل عن جيرانك والحي الذي تسكنه والبلد الذي تنتمي إليه وتعيش فيه، والعالم كله؟ هل يمكنك أن تكون أنت لولا هذه المجموعة وكل العوامل المحيطة بك التي تساهم في تشكيل ذاتك وفكرك وثقافتك وماضيك وحاضرك ومستقبلك؟ كل منا جزء من مجموعة تعيش على هذه الأرض في هذا الزمن، وكل منا معني بهموم المجموعة سواء أراد الاعتراف بذلك أم لا. لست وحدك في مركب الحياة اليوم، ولست وحدك حامل أحلام الغد والكثير من إنجازات وربما خيبات الحاضر. ولست وحدك الخائف على أبناء اليوم من الغد الآتي على صهوة الصراعات السياسية والحروب والإرهاب والعنف.. عنف يولد عنفاً، ويولّد قهراً وتشريداً وجوعاً، وكم من المهين أن نتحدث في القرن الواحد والعشرين عن الجوع ونراه يهدد حياة أطفال لا بل قرى وشعوباً. فهل يمكنك ألا ترى تلك المآسي؟ وهل يمكنك أن تدعي أن كل شيء على أفضل حال بينما الفكر المتطرف يهدد كل البشر وفي كل بقاع الأرض؟ أنت إنسان حي، إذاً أنت معني بكل ما يحصل في العالم، وأنت معني بمحاربة الفقر والجوع والحد من الحروب وكل الأسباب التي أدت وتؤدي إلى المآسي الإنسانية. وأنت معني بتقرير الأمم المتحدة الذي تم الإعلان عنه في دبي، والذي يقول إن عام 2014 شهد نزوحاً يومياً بلغ 42 ألفاً و500 شخص تشردوا بفعل العنف والنزاعات.. وأن العالم ينفق نحو 25 مليار دولار لتوفير المساعدات المخصصة لإنقاذ الأرواح لنحو 125 مليون نسمة دمرت الحروب والكوارث الطبيعية حياتهم.. الحل يكمن في أكثر من نقطة مهمة. من الطبيعي أن نبدأها بالمساعدات الإنسانية، والإمدادات الغذائية والمادية، والإمارات تعتبر الأولى في هذا المجال عالمياً، وهي التي تضع العطاء ودعم القضايا الإنسانية على رأس أولوياتها، ولها في هذا المجال تاريخ يحكي عنها ويتعلم منه الآخرون. وإن كانت عينها على الخارج، ويدها ممدودة لدعم الأمم المتحدة في مشاريعها الإنمائية والإنسانية حول العالم، فهناك جانب آخر تحرص عليه الدولة يجب أن نتوقف عنده، وهو الدعم الداخلي الذي تؤمنه للأفراد والمؤسسات، والحرص على تغذية الفكر والحث على الإبداع والعمل الجماعي ونشر مفهوم التعاون ونبذ العنف والتمييز.. وهذه البذور تُثمر في الأرض فتُزهر سلاماً وأماناً ومستقبلاً ناجحاً، بلا صراعات وهجرة عقول وقلق على الغد.. مهم أن نجد الدعم للقضايا الإنسانية، والأهم أن يأتي الحل من الجذور، أي السعي لإزالة أسباب هذه المعاناة، وأن نعمل جميعاً من أجل الحد من مآسي البشرية ومواجهة التطرف والعنف والصراعات والحروب التي تؤدي إلى كل تلك الكوارث، ويدفع ثمنها أبرياء بالكاد يولدون فيجدون أنفسهم ضحايا أطماع وأحقاد، ويرون الحياة على حافة الموت. marlynsalloum@gmail.com