أبوظبي (وام) قالت نشرة «أخبار الساعة» إن الطاقة تعد إحدى أهم الموارد اللازمة لاستمرار الحياة على وجه الأرض كما يعد استقرار إمداداتها وتوافرها وتنوعها من أهم شروط استدامة النمو والتنمية الشاملة في أرجاء العالم كافة، موضحة أنه لذلك تهتم دول العالم وحكوماته بتنويع مصادر الطاقة وتوافرها وضمان عدم إضرارها بالبيئة وعدم تعريضها حقوق الأجيال المستقبلية في الحياة الكريمة والآمنة للخطر. وتحت عنوان «الطاقة المستدامة هدف استراتيجي» بينت أنه من هنا يأتي الاهتمام بمصادر الطاقة الجديدة والمتجددة التي لم يعد الاهتمام بها مقصورا على الدول المتقدمة والغنية فقط كما لم يعد الاهتمام بها مقصورا أيضا على الدول المستهلكة والمستوردة للطاقة بل إن كل دول العالم تولي هذا القطاع أهمية خاصة وتضع تنميته وتطويره في طليعة أولوياتها. وأضافت النشرة، التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت من أولى الدول، خاصة المنتجة للنفط، التي اهتمت بشكل واضح بموضوع البحث عن بدائل لهذه السلعة التي قد لا تبقى استراتيجية في ظل الواقع الحالي - كما كانت - بعد بضعة عقود من الآن. ولفتت إلى أن هناك نظرة ثاقبة للقيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله- وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. تتمثل في العمل على أساس أن هذا المصدر سينتهي بعد 50 عاما ومن ثم ضرورة التخطيط لبناء الاقتصاد الإماراتي على أسس من التنوع الذي يضمن التنويع في مصادر الدخل التي قد لا يكون من بينها النفط بعد عقود وفي الوقت نفسه ضمان مصادر طاقة مستدامة من جهة أخرى. ونوهت النشرة بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عقد خلوة وزارية موسعة خلال الفترة المقبلة بحضور الحكومات المحلية وخبراء الاقتصاد لمناقشة اقتصاد الإمارات ما بعد النفط وتأكيد سموه أن 70٪ من الاقتصاد الوطني لا تعتمد على النفط وأن هدف الحكومة تحقيق معادلة اقتصادية جديدة لا يكون الاقتصاد فيها معتمدا على النفط أو مرتهنا لتقلبات الأسواق. وأشارت إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سبق أن تحدث عن تبني الدولة استراتيجيات تنموية تصل 50 سنة مقبلة، وأكد أن قيادة الدولة تفكر وتخطط لخمسين سنة آتية ولمصلحة الأجيال عبر بناء اقتصاد متنوع ومتين ومستدام لا يعتمد على الموارد التقليدية ويفتح آفاقا واعدة تسهم في تعزيز مقومات الدولة وقدراتها بل ذهب سموه أبعد من هذا عندما أعلن خلال القمة الحكومية التي عقدت العام الماضي.. «أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة سنحتفل بعد 50 سنة بتصدير آخر برميل نفط». وخلصت «أخبار الساعة» إلى أن كل الجهود التي تبذلها الدولة والمبادرات التي تطرحها أو تتبناها والفعاليات المحلية والدولية التي تنظمها أو تدعمها تشير إلى جدية القيادة الرشيدة في جعل موضوع الطاقة المستدامة أولوية بل هدفا أساسيا تسعى إلى تحقيقه في أسرع وقت ممكن حتى لا تمر خمسة عقود من الآن إلا وتكون دولة الإمارات العربية المتحدة من أولى الدول التي تستغني عن النفط إنتاجا واستهلاكا.