بيروت ميشلين مخلوف بدلا من أن يسخِّر العالم الأموال لإنتاج القنابل والصورايخ فليسخرها في سد الجوع لا تخافوا من المجيء إلى لبنان الذي يواجه حرباً إعلامية شرسة أحترم ظروف محمد عبده لكنه لو أتى لكان «نوّر عرب أيدول» هو «سوبر ستار» بكل ما تحمل الكلمة من معان. عرف فعلا «من أين تُؤكل الكتف» في المجال الفني، وأحاط نفسه بفريق عمل متميز تشارك معه كل ما هو جديد على صعيد الأفكار، فحافظ على استمراريته وتألقه ونجاحه، الذي دوى بشكل كبير هذا العام، كما هو الحال في الأعوام التي قبله. إنه الفنان راغب علامة، الذي أنهى موسماً ناجحاً من «عرب أيدول» ولم يلبث أن التقط أنفاسه حتى بدأ أنشطته كسفير للبيئة وللجوع وللبنان، أصرَّ على مواجهة الحملة الإعلامية الشرسة التي تشن عليه في المهرجانات والاحتفالات مؤكداً أن هويته الفنية لن تتغير. فريق متميز كان العام الجاري حافلا بنجاحاتك.. كيف تقيمه من وجهة نظرك؟ وما سر استمرارية راغب علامة؟ - السر في العمل بحب وإيمان وصدق، مع فريق عمل متميز إضافة إلى التجدد والتنوع وابتكار الأفكار الجديدة. عين الظلم أنت اليوم سفير لمكافحة الجوع.. ماذا يعني لك هذا اللقب؟ - يعني لي كثيرا لدرجة تفوق التصور، فأنا من الذين يتأثرون جداً عندما يرون إنساناً مظلوماً، والجوع بالنسبة لي هو عين الظلم. فهو لا يقتصر على الأكل فقط إنما يختزن كمّاً كبيراً من الظلم بحيث لا يستطيع الجائع أن يحصل على أبسط حقوقه. ومرد كل ذلك في رأيي يعود إلى الفساد والسرقة واللامبالاة من المسؤولين. فبدل أن يسخروا الأموال لإنتاج القنابل الذرية والصواريخ التي تكلف بليارات الدولارات، يمكنهم أن يسدوا جوع العالم. لو أنتجوا قانوناً للضريبة على من يتخطى حسابه المليار دولار ويجبروه على إطعام الفقراء، وخلق فرص عمل لهم لانتفى الجوع، وخف مستوى الجريمة، وبات مستوى الحياة لائقا أكثر وعلى كل المستويات. قوة التأثير كم للفنان اليوم من قدرة على التأثير في الرأي العام كما كان فنانو الجيل الماضي مثل «أم كلثوم» مثلاً؟ - عليه أن يكون كذلك، ولديه القدرة أيضاً، فهو مواطن متطوع لمساعدة الناس الذين يحبونه ويتعاطون معه ليس على مبدأ مصلحة. لكن مع الأسف هناك من يحاول منهم أن يسعد الناس بشتى الطرق، وهناك من يخدعهم مع الأسف ويمتلك قلباً أسود. فبعد أن يكون قدوة في الفن والإحساس يصبح مجرماً يتباهى بالإجرام. الفنان يستطيع أن يوجه الناس في قضايا البيئة ومكافحة الجوع علماً بأنه يمكننا أن نؤدي دوراً أكبر بكثير إن كانت لدينا السلطة في مكان ما. ماذا تقصد؟ - إن أعطى أخباراً للدولة عن خطأ ما، مثلاً، فعليها أن تتصرف بسرعة وألا توضع القضية في الأدراج، وأن يكون لديه الحصانة ليتكلم، وليس أن يلاحقه «Bodyguards» من تكلم عنهم ليضربوه. سبل الخير كم يؤثر من لقبتهم بأصحاب القلوب السوداء على الفن؟ - هم يؤثرون على أنفسهم فقط.. لكن أتمنى على الفنان القادر على كسب أكبر قاعدة شعبية أن يستخدمها في سبيل الخير وليس الشر. سفير للبيئة كثير من النجوم باتوا سفراء. ما الذي سيميز راغب في هذه النقطة؟ وكيف ترد على من يقول إن نجومنا يحملون هذا اللقب لـ «البرستيج» وليس للعمل الفعلي كما عند نجوم الغرب؟ ولا سيما النجمة العالمية أنجلينا جولي؟ - أتحدث على مستواي الشخصي.. قبلاً كنت سفيراً بغير حقيبة دبلوماسية، لكن عندما لمسوا في الأمم المتحدة عملي واهتمامي نصّبوني سفيراً مع صفة دبلوماسية، وليس فقط سفيراً داعما لبرنامج من برامجها. وفيما يتعلق بالنجمة جولي فهي سفيرة لموضوع اللاجئين، وهذه مسؤوليتها، وأنا منذ تنصيبي سفيراً للبيئة وأنا أقوم بأنشطة وأشارك في الحملات الخاصة بهذه المهمة، واليوم تضاعفت مسؤولياتي وبت أهتم بموضوع مكافحة الجوع أيضاً، وبداية الغيث كانت في الإعلان الذي صور منذ فترة على أن تتلوه مجموعة من الأنشطة الأخرى. أكثر شمولاً كيف تُقيم هذا الموسم من «عرب أيدول»؟ وهل غطى على نجاح «ذي فويس»؟ - «ذي فويس» كان ناجحاً جداً، كما أن «عرب أيدول» نجح كثيراً وكان أكثر شمولاً، وأعطى نتيجة رائعة، ونحن بصفتنا لجنة حكم وفريق عمل فإننا نفخر بالـ 27 مشتركا الذين اخترناهم ونفخر بقدراتهم. إجماع كبير ما ردك على من يقول بأن النتيجة كانت معروفة، وأن وقوفكم كلجنة حكم للتصفيق في الحلقة ما قبل الأخيرة كانت دليلاً واضحاً على ذلك؟ - نحن لم نقف أمام شخص بل أمام موهبة! لا شك أن محمد عساف حصد إجماعا كبيرا، جميع من في الشارع ومن في الوسط الإعلامي كان مقتنعا أنه تميز عن غيره، وليس نحن من ميزناه، بل موهبته وصوته. فرحة عارمة هل تابعت الاستقبال الحاشد له في غزة؟ - نعم، تابعت.. محمد عساف أدخل فرحة عارمة إلى شعبه الذي عانى ما عاناه من مؤامرات. لقد عيشهم في عيد وجمعهم للمرة الأولى على موهبته وعلى القضية. أحدهم اتصل بي قائلاً يوم خروجي من سجن الاحتلال لم أفرح كما فرحت بفوز عساف. اتصل بي ما النصيحة التي أسديتها له؟ - «ضاحكاً» قلت له أن يتصل بي كلما احتاجني. شعب مظلوم لقد بت تحمل الجنسية الفلسطينية ماذا يعني لك ذلك؟ - إنه فخر وشرف كبير لي أن أحمل جنسية هذا الوطن الذي عانى كثيراً وما زال، والذي حملت قضيته في قلبي ووجداني دفاعاً عن شعبه المظلوم. هل سنراك في الموسم الثالث من «عرب أيدول»؟ - «مبدئياً» أقول إن شاء الله خير. ثلاثة أيام كيف اختُتم الموسم بينك وبين أحلام؟ - في بعض المراحل جرت بيننا حزازيات وتخطى كلامنا الخط الأحمر وبقينا ثلاث حلقات لا نتكلم مع بعضنا، لكن اختتمنا البرنامج بجو إيجابي مليء بالمحبة والاحترام. مهرجان «جونيه» شاركت في مهرجان «جونية» وأديت أغنيتك الجديدة التي أهديتها للجيش. أخبرنا عنها وعن أهمية مثل هذه المهرجانات في لبنان؟ - لبنان في أمسّ الحاجة لها بعد حروب الآخرين الإعلامية التي شنّت وتشّن على بلدنا، وتسليط الضوء على أنه مكان غير آمن، وهذا الأمر لم يكن عادلاً أبداً. طوال عمره لبنان كان يعاني من أزمات مثله مثل أي بلد في العالم كنيويورك ولندن، هناك مناطق غير آمنة لكن ليس كل لبنان. لذا أقول للكل لا تخافوا أن تأتوا إلى لبنان وإن كنتم خائفين فلا تقصدوا المناطق القليلة غير الآمنة فيه. سنظل نحيي مهرجانات، وسنبقى نحتفل؛ لأن لبنان بلد الفن ولن تتغير هويته. أما بالنسبة للأغنية التي أهديتها للجيش «بوس العلم» التي كتبها طوني ولحنتها أنا ووزعها ناصر الأسعد فكانت رسالة لمن يحاولون أن يخربوا لبنان، وأن يعطوا صورة مذهبية طائفية إجرامية عنه، وكانت أيضا تحية لأبطال الجيش اللبناني. فنان استثنائي هل عتبت على محمد عبده لعدم مجيئه ليختتم الحفل النهائي لـ»عرب أيدول» أم تفهمته؟ - بالتأكيد كنا نتمنى أن يختتم البرنامج لأنه فنان استثنائي ونحبه ونقدره. أحترم ظروفه التي منعته من ذلك لكن لو أتى لكان «نوّر عرب أيدول».