واشنطن أ ف ب يبدأ وزير الخارجية الأمريكي جولةً عالميةً جديدةً نهاية الأسبوع الجاري، تقوده إلى أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. وأعلنت وزارته، في وقتٍ متأخرٍ مساء أمس الأول، مسار الجولة التي تشمل سويسرا والمملكة العربية السعودية ولاوس وكمبوديا والصين. وفي مستهلها؛ سيلتقي جون كيري الأربعاء المقبل في زيوريخ السويسرية نظيره الروسي، سيرغي لافروف، للبحث في النزاعين الدائرين في أوكرانيا وسوريا، وهما من أبرز المواضيع الخلافية بين واشنطن وموسكو. وصرَّح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، الخميس بأن بلاده أعربت عن قلقها إزاء تكتيكات روسيا في النزاع الدائر في سوريا و»ترغب في أن تمارس موسكو ضغطاً على النظام السوري للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين». وفي 21 و22 يناير؛ يُنتظَر وصول كيري إلى منتجع دافوس السويسري للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي الـ 46. والمنتدى هو اللقاء السنوي الذي يضم نحو 40 من قادة العالم و2500 مسؤول سياسي واقتصادي، لإجراء محادثات تتناول مسائل أساسية يواجهها الاقتصاد الدولي. ومن أبرز ضيوف المنتجع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ونائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الفرنسي، إيمانويل فالس، ورئيس الوزراء الكندي المنتخب حديثاً، جاستن ترودو، والرئيس الأرجنتيني الجديد، ماوريسيو ماكري، الذي يسجِّل عودة بلاده إلى المنتدى بعد غيابها طيلة 13 سنة عنه. بعد ذلك؛ يتوجَّه رئيس الدبلوماسية الأمريكية في الـ 23 من الشهر إلى الرياض، للقاء كبار مسؤوليها ونظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي «لمناقشة مسائل ثنائية وإقليمية»، بحسب وزارته. ثم سيتوجه كيري في الـ 25 من الشهر إلى فينتيان في لاوس، حيث سيلتقي رئيس الوزراء ثونغسينغ ثامافونغ، ووزير الخارجية نائب رئيس الوزراء، ثونغلون سيسوليث. وستتناول المباحثات القمة «الخاصة» لدول آسيان والولايات المتحدة المقررة في الـ 16 من فبراير المقبل في سانيلاندز التابعة لولاية كاليفورنيا الأمريكية. وسيؤكد كيري، وفقاً لوزارته، دعم لاوس أثناء رئاستها الدورية هذه السنة لـ «آسيان»، وسيُعبِّر عن اهتمام بلاده المستمر بعلاقات ثنائية وثيقة بين الجانبين. ومن المقرر أن يزور رئيسه، باراك أوباما، في وقت لاحق هذه السنة لاوس أثناء استضافة فينتيان القمة السنوية لـ «آسيان»، لتكون أول زيارة من نوعها إلى البلد الشيوعي. وأثناء الحرب الفيتنامية؛ ألقت الطائرات الحربية الأمريكية أكثر من مليوني طن من الذخائر على لاوس بين عامي 1964 و1973 في مهمات قصفٍ كان الهدف منها قطع الإمدادات عن شمال فيتنام عبر خطوط البلد المجاور. ولم تنفجر حوالى 30 % من هذه الذخائر. والعلاقات بين فينتيان وواشنطن لم تُقطَع لكنها توترت لفترة طويلة، قبل أن تتحسن خلال رئاسة أوباما. والمحطة التالية لكيري ستكون بنوم بنه، حيث سيلتقي في الـ 26 من الشهر رئيس الوزراء الكمبودي، هون صن، ووزير الخارجية نائب رئيس الوزراء، هور نامهونغ. وتشمل المحادثات قمة «آسيان» و»سبل تعزيز التعاون الثنائي بشكل أكبر وكذلك العلاقات الاقتصادية الثنائية المتنامية». وسينهي الوزير الأمريكي جولته في بكين، حيث سيلتقي في الـ 27 من الشهر المسؤولين لـ «البحث في جملة قضايا شاملة إقليمية وثنائية بما في ذلك كوريا الشمالية». وتبرز مواضيع خلافية عديدة بين هاتين القوتين العظميين، لكن هناك أيضاً نقاط تفاهم عدة يتعاونان بشأنها خاصة الملف النووي الإيراني ومكافحة الاحتباس الحراري ومؤخراً ملف كوريا الشمالية. وتعد بكين أبرز حليف لبيونغ يانغ على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي، لكن العلاقات الوثيقة تشنجت، إذ بدأت الأولى تفقد صبرها حيال رفض الثانية لجم طموحاتها النووية. وفي السادس من يناير الجاري؛ أعلنت بيونغ يانغ قيامها بتجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية صغيرة الحجم، لكن الخبراء شككوا في دقة الإعلان. وكانت هذه رابع تجربة نووية كورية شمالية منذ عام 2006، ما يؤشر إلى نية نظام كيم غونج- أون الشيوعي مواصلة تطوير قدرات التسلح النووي رغم الاستنكار والرفض الدوليين. وعلى إثر التجربة النووية الأخيرة؛ تسعى واشنطن إلى إقناع بكين بتشديد سياستها إزاء حليفها.