حققت الدراسات خطوات كبيرة في تقييم وعلاج المرضى الذين يعانون الانسداد الرئوي في السنوات الأخيرة، غير أنه لا يزال هناك عدد من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة، حيث تعاونت الجمعية الأمريكية لأمراض الصدر والجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز التنفسي لنشر بيان مشترك يوصف الطرق الحالية لتشخيص وتقييم وإدارة مرض انسداد الرئة المزمن، كما حدد الثغرات في تطبيب المرض وقدم توصياته للبحوث المستقبلية. كانت هناك حاجة كبيرة لتغطية كل جوانب الدراسة لتحديد أكثر أمر يهم المريض ولضمان أن البحوث الدراسية تقيس علاج المرضى. يقول كاتب البيان الذي نشر في المجلة الأمريكية لأمراض الجهاز التنفسي وطب الرعاية الدقيقة د. كيفن سي فهم ما يحتاج إليه المريض من عناية هو الأساس الذي يقوم عليه علاجه. النتائج النفسية والتشريحية تستخدم بكثرة في الدراسات لأنها سهلة القياس، ومثل هذه النتائج البديلة يجب ربطها بالنتائج المحورية جيداً لحالة المريض الصحية، و إذا تم استخدامها في الأبحاث السريرية، فإن نماذج النتائج المحورية للمريض تشمل ضمان الراحة والوقاية من ضيق التنفس. يقول د. ويلسون اختصاصي وباحث أمراض الرئة: تحديد الطريقة المثلى في تشريح المرض يعتمد على قياس التنفس كما أنه مجال بحث مهم نحتاج إليه - إذ إنه ليس معروفاً ما إذا كان تشخيص انسداد الرئة المزمن يعتمد على حد معين أم على الحد الأدنى من وضعه الطبيعي لقياسات تدفق الهواء داخل الرئة. وبعد عملية توسيع القصبة الهوائية فإن القياسات الأقل من 0.7 كانت المعيار للحد من تدفق الهواء داخل الرئة، ومع ذلك، فإن هذا الحد قد ينتج عنه المزيد من التحديد المتكرر للحد من تدفق الهواء داخل الرئة لدى كبار السن وتشخيصات أقل تكراراً وسط الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 45 عاماً مقارنة بالحد الذي يعتمد على النسبة الأدنى من الطبيعية. هناك أيضاً حاجة كبيرة للبيانات في التقييم السريري وعلاج مرض انسداد الرئة المزمن - ويضيف د. ويلسون هناك حاجة لإجراء بحث لتحديد أي من المرضى يستجيب لعلاجات محددة بصورة أفضل، والدلائل تشير إلى أن بعض المرضى الذين لديهم خصائص معينة قد يستجيبون للعلاج (أ) بشكل أفضل، بينما المرضى الذين لديهم خصائص مختلفة قد يستجيبون للعلاج (ب) بشكل أفضل. ويشير د. ويلسون إلى أن هناك عدداً من المؤشرات يتم استخدامها حالياً لتحديد التحذيرات للمريض وبرغم من أن دقة التحذيرات تم تأكيدها لكل مريض في دراسات منفصلة إلا أن دراسات قليلة قارنت المؤشرات مباشرة مع مؤشرات أخرى. ويؤكد د. ويلسون أن معظم الإرشادات السريرية والمواصفات تكتب لمرضى انسداد الرئة المزمن ومع ذلك، فإن أقل من نسبة 10% من المسنين الذين تتجاوز أعمارهم الـ 65 مصابون بانسداد الرئة المزمن، كما أن هناك معلومات قليلة عن كيف أن علاجات أخرى لأمراض مختلفة تؤثر في مرض انسداد الرئة المزمن وكيف يؤثر في أمراض أخرى. وأضاف د. ويلسون يجب على الأطباء معرفة حدود العلاج التي يبنون عليها قراراتهم ومن المهم كذلك معرفة ما إذا كان قرار الطبيب مبنياً على دليل واضح ويستحق التنفيذ أو ما إذا كان مبنياً على دليل لا يعتد به ويناسب فقط طريقة علاج لحالات أخرى. في نهاية المطاف يأمل د. ويلسون وزملاؤه أن توصياتهم حول احتياجات أبحاث هذا المرض ستساعدهم في حربهم ضد هذا المرض، حيث يأتي في المرتبة الثالثة من بين الأمراض التي ترفع معدل الوفيات في الولايات المتحدة.