الحالة المميزة من الاتزان والدقة التي سار عليها الاتحاد العماني لكرة القدم، منذ رحيل المدرب الفرنسي بول لوجوين وحتى التعاقد مع البديل الأسباني خوان لوبيز كارو، يفترض أن تكون أحد الأمثلة الواقعية، لدروس يمكن الاستفادة منها، لكل من يعنيهم أمر وقرار، أن تكون مؤسساتهم، بتلك الدرجة من الاحترافية في التعامل مع الظروف والأحداث، وبعد التركيز على حالة خاصة جدا، عندما ظل اسم المدرب الأسباني الجديد، حبيس الأدراج الخاصة بالمؤسسة الكروية، حتى لحظة الاعلان عنه بصورة رسمية، والايمان أن مثل تلك المؤشرات لها من المعاني الكثير، عندما نتحدث عن ترابط وثيق في داخل المؤسسة، وأيضا حرص من الأعضاء على تغليب المصلحة العامة، فضلاً عن حكمة وهوية قائد يدير المؤسسة، تنعكس على كل تفاصيلها وأنشطتها.! إن الحديث عن المدرب الأسباني خوان لوبيز الذي درب المنتخب السعودي قبل عام تقريبا، كان من السهل أن يكون في متناول العديد من الوسائل الاعلامية وأيضا الشارع الرياضي، بحكم علاقته بالكرة الخليجية، ومايرافقها من وكلاء ومؤسسات تسويقية، وبالتالي، لم يكن من السهل وضعه في تلك الدرجة من الخصوصية، مالم تكون المؤسسة تدار من الداخل بالقدر الكافي من الحكمة والهدوء، وأيضا العناصر الأساسية التي تبني عليها خطواتها، عندما تكون في عملية صناعة واتخاذ القرار.! لا يمكن أن تكون الإشادة بالمجلس الاداري للمؤسسة الكروية العمانية، مقتصرة على خصوصية وترابط قوي بين الأعضاء، فحتى الدقة في اتخاذ القرار، جاءت ذات دلالة للعديد من الاتجاهات كالموضوعية في التعامل مع ظروف الكرة العمانية، وأيضا ما تحتاج اليه في مرحلة ضيقة من الزمن، لا يتسبب في خسارتها للكثير، بقدر ما يمكن أن تكسبه من وقت، وأيضًا تأثير مستقبلي، وبعد الأخذ في الاعتبار، أن التعاقد مع المدرب الجديد، يتوجب أن لا يقل في القيمة والمكانة عن المدرب السابق لوجوين، الذي لا يمكن أن ينتقص الاستغناء عنه، من كفاءته وقدراته.! وعندما يتحدث الجميع عن ظروف اقتصادية حاضرة بالمنطقة الخليجية أثرت على كل التفاصيل، وأيضًا مشاريع قادمة، آنية ومستقبلية للكرة العمانية، ذات ارتباط بنتيجة لمباراة قادمة مع المنتخب الايراني، فإن القرار لا شك سيكون متأثرا بالعديد من الاتجاهات، ووفقها من الهام أن يكون صاحبه مراعيًا للكثير من القناعات، الأمر الذي يمكن الاشارة إليه، والاشادة بسببه، لحظة ما يثار أن المدرب الجديد، لابد وأن يكون مطلعًا على ثقافة اللاعب الخليجي، وأيضًا صاحب قيمة جيدة في الجانب الدولي، (حتى وأن لم يحقق فيها الألقاب)، وفي القرار الأخير واقعية، تحتاج أن يقف من يعنيهم الأمر معها، لبذل جهود كبيرة وأيضا المزيد من الوقت، قبل اصدار أي قرار، حتى لا يتم نسفه في أول الأيام بعد إعلانه.!