أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم الجمعة أنها رصدت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في بلدة مضايا السورية المحاصرة حيث سجل عمال إغاثة محليون 32 حالة وفاة بسبب الجوع في الشهر المنصرم. وقالت منظمة الصحة العالمية إن عيادة متنقلة وفريقا طبيا من الهلال الأحمر العربي السوري في الطريق إلى مضايا بعد أن وافقت الحكومة على طلب عاجل. وأضافت أنه يجري التخطيط أيضا لحملة تطعيم الأسبوع المقبل. ووصلت قافلتان تحملان إمدادات هذا الأسبوع إلى البلدة التي يقطنها 42 ألف شخص يعانون حصارا مستمرا منذ شهور. وقالت الأمم المتحدة إن ثمة خطة لقافلة مساعدات أخرى إلى مضايا التي تحاصرها قوات موالية للحكومة وقريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل فصائل المعارضة المسلحة في إدلب الأسبوع المقبل وإن هناك حاجة لدخول تلك المناطق بشكل منتظم. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة في بيان "يونيسف... يمكنها أن تؤكد رصد حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال" بعد أن دخلت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر البلدة يومي الاثنين والخميس لتوصيل مساعدات للمرة الأولى منذ أكتوبر تشرين الأول. وقال كريستوف بوليراك المتحدث باسم يونيسف في إفادة صحفية في جنيف إن عاملين في يونيسف ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر تمكنوا من فحص 25 طفلا دون الخامسة يعانون سوء التغذية و22 آخرين تظهر عليهم أعراض سوء تغذية من متوسط إلى حاد. ويتلقى جميعهم العلاج الآن. وأضاف أن عشرة أطفال آخرين تتراوح أعمارهم من ست سنوات إلى 18 عاما جرى فحصهم وإن ستة ظهرت عليهم أعراض سوء التغذية الحاد. وقال بوليراك إن عاملين في يونيسف شاهدوا أيضا وفاة صبي عمره 16 عاما بعد معاناة من سوء التغذية الحاد في مضايا وشاهدوا أيضا صبيا آخر عمره 17 عاما في "حالة تهدد الحياة" وامرأة حبلى في حالة مخاض متعسر وتحتاج إلى إجلاء. وقالت عبير باموك من منظمة قرى الأطفال إس أو إس الخيرية عن الأطفال الذين شاهدتهم في مضايا "ظهروا جميعا في حالة شاحبة وهزيلة. وبالكاد يستطيعون الحديث أو السير وأسنانهم سوداء ويعانون مشكلات صحية كثيرة بالجلد والشعر والأظافر والأسنان." وأضافت في بيان "بقوا على قيد الحياة أساسا بتناول العشب. وأفادت أنباء أيضا بأن بعض العائلات كانت تأكل القطط... أعطى كثير من الناس أيضا أطفالهم حبوبا منومة لأن الأطفال لا يتوقفون عن البكاء بسبب الجوع ولا يملك الآباء شيئا لاطعامهم." المصدر: بيروت : وكالة رويترز