×
محافظة المنطقة الشرقية

خادم الحرمين يوجه بصرف مليون ريال لورثة إبراهيم القللي ومنحه وسام الملك عبدالعزيز

صورة الخبر

أعرف يقينًا أن مشروع التحول الوطني سيهتم بتسليط الضوء على كثير من مفاصل التنمية والتحديث الكبرى للوطن، وأدرك واعيًا أن تلك الورشة الكبرى التي اجتمع فيها الوزراء والخبراء والمستشارون وعدد من ذوي الرأي والخبرة والإعلاميين قد ناقشت بعمق كثيرًا من المواضيع المتعلقة بسبل تطوير وتحديث الوطن على مختلف قطاعاته وتوجهاته. لكن كل ذلك قد يستغرق وقتًا حتى تتبدى نتائجه الإيجابية في شكلها الأدنى ويشعر بها المواطن البسيط، وهو مكمن النجاح الحقيقي لقياس مدى تحقق أهداف أي مشروع تنموي اقتصادي بالدرجة الرئيسة. لهذا وحتى لا يقع مشروع التحوّل الوطني في متاهات التفاصيل الورقية، والرؤى البحثية، والنظريات المتعددة، أرى أن يبدأ عمليًا من القاعدة، حيث يتماس مع ذلك المواطن البسيط، وفي حينه نستطيع أن نحكم بشفافية على مدى نجاح مسار ذلك التحوّل وفق ما أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في إعلانه التاريخي حول مسيرة مشروع التحوّل الوطني. انطلاقًا من ذلك يتحتم علينا أن نبتدئ بمسار البلديات وأمانات المدن، التي تُمثِّل واجهة أي نمو حضاري، وعنوان أي تقدُّم منشود، وفي هذا الإطار فنحن لا نزال نرتع في ذيل القوائم، إذ لا يتوافق حال مدينة جدة على سبيل المثال، وهي بوابة الحرمين الشريفين والعاصمة الاقتصادية -كما يقال- مع طبيعة النمو والتطور الاقتصادي الذي يعيشه الوطن، حتى ليستشعر الزائر حين يمشي في شوارعها ويتجول في عديد من أحيائها الجديدة، وكأنه في إحدى المدن العربية الفقيرة اقتصاديًا ومعرفيًا. وحتى لا أكون إنشائيًا أُشير -كشاهد على ما أقول- إلى حي المروة المعروف بالحرمين، الذي يستشعر المرء وهو يدلف إلى شوارعه وأزقته؛ وكأنه في أحد الأحياء المنكوبة، على الرغم من حداثته زمنيًا وعمرانيًا، فهو من الأحياء الجديدة، ويسكنه بنسبة كلية مواطنون سعوديون من الأطباء والأكاديميين وموظفي الدولة وغيرهم، ممن أفرغوا مدخراتهم في شراء منازل مناسبة لهم، لكن لا أرصفة في أغلبه، ولا شوارع مسفلتة بشكل تام أو سليم، ناهيك عن رداءة سفلتة كثير من شوارع مدينة جدة، التي تُبهرك بكثرة الرقع بها، والأسوأ من ذلك التخطيط البائس لعديد من المشاريع الهندسية، التي استهدف مهندسوها الجودة في صناعة الزحام وليس التخفيف منه إن لم تكن إزالته. هذا قطعًا يدلُّ على قصورٍ واضح؛ نأمل أن يهتم به مشروع التحوّل الوطني، فالتغيير الحقيقي هو الذي يتلامس مع احتياجات الناس العملية، ويُخفِّف من معاناتهم، ويُطوِّر من قدراتهم، ويسعى إلى تحقيق غاية راحتهم. zash113@gmail.com