صحيفة المرصد: خلافاً لما حاول تصويره وزير الخارجية الإيراني السابق ومستشار المرشد الإيراني الأعلى، علي أكبر ولايتي، عبر ما نشره على حسابه الشخصي بموقع "إنستغرام" يظهر فيها واقفاً إلى جانب خريطة العالم، مشيراً إلى دولة جيوبتي بإصبعه، مستهزئاً بصغر مساحتها بأبيات شعر.إلا أن ذلك أظهر مدى حجم الاستياء الإيراني من قرار جيبوتي قطع العلاقات مع طهران تضامناً مع السعودية، على أثر الاعتداء على سفارتها مؤخراً في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، وخسارتها منفذاً بحرياً هاماً في مضيق باب المندب والقرن الإفريقي بحسب موقع "العربية نت". في الوقت الذي تشهد فيه علاقات البلدين السعودية - جيبوتي تعاوناً متميزاً في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، كما من المنتظر توقيع البلدين اتفاقية أمنية تتلخص بتأمين الملاحة البحرية الدولية في مضيق باب المندب ومنع عمليات التهريب باتجاه الأراضي اليمنية عبر إنشاء قاعدة بحرية سعودية.جيبوتي، والتي تقدر مساحتها بـ23.000 كلم، وهي أكثر من ضعف مساحة لبنان البالغة 10.452 كلم مربع، التي لا تزال إيران تعرقل العملية السياسية فيها والوقوف دون إعادة الاستقرار لها عبر ذراعها هناك والمتمثل بحزب الله اللبناني، إضافة إلى دول أخرى تحاول من خلال تدخلاتها زعزعة استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط، مراهنة في ذلك على إثارة النزاع الطائفي.من جهته، أكد ضياء الدين باخرمه، سفير جيبوتي بالسعودية أهمية العلاقات بين السعودية وجيبوتي قائلاً إن "العلاقات بين البلدين مهمة واستراتيجية في مجالات الحياة كافة"، لافتاً إلى أن موقع جيبوتي الاستراتيجي على مضيق باب المندب والمنفذ الرئيسي لقناة السويس وربطها بين القارات الثلاث إنما يؤكد مدى أهميتها الدولية.وقال باخرمه إن "أهمية موقع جيبوتي الاستراتيجي يتظافر مع الدور السياسي الحكيم الذي تلعبه وسياساتها المتزنة التي تعزز من دورها الاستراتيجي".وتتمتع جيبوتي بمكانة استراتيجية هامة، حيث مضيق باب المندب إحدى قنوات الملاحة الأبرز والأكثر اكتظاظاً بحركة الملاحة في العالم، ويتوسط ميناؤها خطوط الملاحة الممتدة إلى الشرق الأوسط وإفريقيا والمحيط الهندي.كما تمتد أهمية جيبوتي بكونها قطراً عربياً كامل العضوية في جامعة الدول العربية، ومنفذاً هاماً تجاه البحر الأحمر، حيث يمر عبر مياهها خطوط نقل النفط البحرية المتجهة من الخليج العربي عبر باب المندب، مروراً بقناة السويس إلى أوروبا.كذلك تطل على أحد أكثر المسارات البحرية ازحاماً في العالم في خليج عدن في الجهة المقابلة لليمن، وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية فرنسية في إفريقيا إلى جانب قاعدة أميركية هامة. إضافة إلى أن قوات بحرية أجنبية تستخدم ميناء جيبوتي في حراسة ممرات الشحن قبالة الصومال لمحاربة القرصنة.وفي مارس 2001، أسست الولايات المتحدة قاعدتها العسكرية في جيبوتي، وبدأت "ليمونير" العمل في 2002 بقوام 900 عنصر أميركي، بلغت اليوم 4 آلاف، بينما أنشأت البحرية اليابانية قاعدتها العسكرية في جيبوتي، بما في ذلك ميناء دائم ومطار لإقلاع وهبوط لطائرات الاستطلاع اليابانية.وتعتبر القاعدة العسكرية الفرنسية في مقدمة القواعد العسكرية الأجنبية في جيبوتي، حيث تعد أهم قاعدة للفرنسيين في القرن الإفريقي، بهدف حماية حركة التجارة عبر مضيق باب المندب، وحماية جيبوتي من أي اعتداء خارجي.وكان قد صرح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي بأن "العلاقة مع جيبوتي متميزة. والتحالف مهتم بتأمين الملاحة البحرية الدولية في مضيق باب المندب، ومنع عمليات التهريب باتجاه الأراضي اليمنية".وأشار عسيري إلى تواجد قاعدتين فرنسية وأميركية من أكبر القواعد في المنطقة، لهما دور في تأمين الملاحة والتعاون مع قوات التحالف، مضيفاً أن "أي تعاون مع دولة جيبوتي سيكون إيجابياً. وهناك تنسيق مع الحكومة في هذا الجانب".يذكر أنه، ومنذ بداية عمليات عاصفة الحزم، أكدت جيبوتي على لسان رئيسها إسماعيل عمر جيله على موقفها الداعم لاستعادة الشرعية في اليمن، وتعزيز الدور القيادي للسعودية في إطار قوات التحالف العربي.ولعبت جيبوتي دوراً هاماً في استقبال اللاجئين اليمنيين عبر مينائها البحري منذ بدء عاصفة الحزم، حيث بلغت أعداد النازحين اليمنيين إلى جيبوتي 33 ألفاً.