بنظرة موضوعية لا تحيز فيها ولا محاباة يستطيع أي مراقب للأحداث أن يقرر ويملأ فمه أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز استطاع أن يبدأ عهده المضئبأذن الله ليضع المملكة العربية السعودية، على طريق ، العمل الجادمن خلال القرارات ، آلإستراتيجية ، التي دشن بها مسيرة الخير والنماءوالواقع أنه ـ حفظه الله ـ كان قد استلم قيادة دفة الحكم في ظروف معقدة واستثنائية، لم تكن المملكة هي الوحيدة التي تواجه فيها أوضاعا معقدة تحتاج إلى الحكمة والشجاعة في طرح المبادرات التي تكفل لها القيام بمسؤولياتها الداخلية والإقليميةوالدولية، وإنما كانت المنطقة والعالم كله أشبه مايكون بالبركان الذي يغليتقاليد الحكم والسياسة في المملكة والتي أصبحت، ومنذ أن أرسى قواعدها المؤسس الملك عبد العزيز (رحمه الله) تقليدا سعوديا هي التي ساعدت الملك على تجاوز المنعطفات الحرجة ومواجهة تحديات المرحلة، وهي سياسة النفس الطويل والتدرج الطبيعي، والراسخ الخطي، فأخذ يعالج الأزمات ملفا بعد ملف بهدوء مطمئن. على رأس الأولويات، الكل من يريد أن يعالج محلية أو إقليمية أو دولية معقدة فإنه ينبغي أن يعمل على تماسك الجبهة الداخلية وجعلها على قلب رجل واحد، ومن هنا عمل على نزع فتيل التوتر الداخلي بين من سعوا ـ بوعي أو بلا وعي ـ إلى تجاوز الوطن والمواطنة والانتماء الوطني، يطرح شعارات وشبه ايديولوجيات تحل محله وتعلو عليه من إسلامية وليبرالية، موضحا بطريقة حاسمة وحدة الوطن ووحدة مصادر تشريعاته التي لا غموض فيها ولا رجعة عنها. الملمح الأساسي والرئيسي في كل القرارات والسياسات الداخلية والخارجية ،اهو أنها جاءت تجسيدا وتطبيقا عمليا وواقعيا لرسالة المملكة كدولة عملت منذ إنشائها على تجسيد الحكمة الإلهية المنزلة في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، لخلق الإنسان، ألا وهي إعمار الأرض ونشر العدل والسلام على الأرض وبين الناس على مختلف ألوانهم ومعتقداتهم.