لا أعتقد أن قيادة المرأة ستحدث بين يوم وليلة.. ما لم يحصل الامر تدريجياً مع تأنيث الباصات المدرسية والجامعية حتى يعتاد المجتمع على تلك الصورة الغريبة التي لم يسبقنا لها أحد من العالمين (امرأة محجبة تقود) لكي تبدأ شركات التأمين والمؤسسات الحكومية تدريجياً في سن التشريعات والتغيرات والمتطلبات المصاحبة لذلك النبأ العظيم. أعتقد أن أكبر خطأ اقترفته المرأة السعودية هو المطالبة الصريحة بالقيادة! خصوصا من بعض الحقوقيات اللواتي كانت (طريقة مطالبتهن) وبالاً على كل (أم كادحة) تطمح لإستخراج رخصة قيادة تقوم بها على شؤون أسرتها كباقي نساء كوكب الأرض. فقد أدت طريقة الطرح لاستثارة بعض فئات المجتمع ونشأة (تيار معارض لقيادة المرأة) لا يقل تعنتاً عن رافضي تعليم المرأة زمن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. ولا اخفيكم كمية الذهول التي تعتريني (بعد الابحار في وسائل التواصل الاجتماعي) من كمية السباب والشتم والتخوين التي تتعرض لها (المطالبات بحق القيادة) من الناشطات اللواتي تم رميهن بأبشع التهم بعد أن تم تصويرهن على انهن نساء مشبوهات يسعين لتدمير العادات والتقاليد والاسلام وال وال، واللي ما يشتيري يتفرج. للأسف يكفي في هذا الزمن (أن تتهم أي إنسان بأي شئ حتي يبدأ الجهلة برميه بكل شيء) كما كان يحدث في العصور الوسطي ضد أي مواطن يسعي لتخفيف قيود (العادات والتقاليد) التي كان القساوسة يضفون عليها الصبغة الدينية إمعاناً في تأليب العامة. فينطلق الرعاع ممسكين (بحجار القذف والتخوين) في كذبة كبيرة إسمها (الدفاع عن الدين) صنعها كاهن يرقد تحت التراب لإغراء السفهاء والدهماء بكل من سعي للتجديد والخروج من سجون هذا ما وجدنا عليه آبائنا. جنون العامة المفرغة عقولهم من اي شئ ، سوي دوري المحترفين واسماء اللاعبين التي يسهل حشوها بآي شئ حتي لو تطّلب الأمر شيطنة الآخر وارهابه فكرياً ومعنوياً ليكون عبرة لكل من تجرئ على النقد و طالب بتغيير بعض الموروثات الإجتماعية التي نقبع في غياهب سجونها متضررين محرومين من ادني الامتيازات التي اصبحت من البديهيات لأي مجتمع يرغب فى الاصلاح الإقتصادي وخفض بند التحويلات المالية المهولة لآلاف السائقين. درجة الدكتوراه الجامعة الأوروبية الكونفدرالية السويسرية