أضاع أب بريطاني 12 عاماً من عمره، وأنفق 100 ألف جنيه إسترليني وحضر مائة جلسة محكمة، حصل خلالها على 82 أمراً قضائياً لم تنفذ، وذلك فقط لرؤية ابنته (14 عاماً)، والتي حرمته منها أمها. وحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية فإن الأب جون (61 عاما)، وهو ليس اسمه الحقيقي، تعرض لمأساة حقيقية، فلم يلتقِ بابنته، مارجريت (14 عاماً)، سوى مرات قليلة منذ أن انفصل عن أمها اليزابيث (49 عاماً)، في عام 2001، حين كان عمر ابنته 18 شهراً، وهي ليست أسماء الأسرة الحقيقية، لأسباب قانونية، وأن آخر مرة شاهد فيها مارجريت كانت في شهر فبراير 2012، أي منذ عامين تقريباً. وبدأت قصة الأبوين بصداقة في منتصف ثمانينات القرن الماضي، وفي عام 1999 ميلادية، انتقلت اليزابيث للعيش مع جون بعد الزواج، لكنها أصيبت بمرض معوي مزمن اضطرت معه لإجراء جراحة، وكان جون يقوم برعايتها، وفي ذلك الوقت ظهرت أول بوادر تدهور حالتها العصبية، وفجأة أصبحت اليزابيث حاملاً، ووضعت ابنتهما مارجريت عام 2001، وبعدها بدأت تعاقر الخمر، وتبعد ابنتها عن أبيها، حتى أصبح عمر اليزابيث 18 شهراً، وانفصل الوالدان. وحسب الصحيفة: تعرضت الأم عدة مرات لانهيار عصبي، حيث تم تشخيص حالتها بأنها مصابة باضطراب في الشخصية، وتنتابها أحياناً حالات من جنون العظمة والاكتئاب، وساءت صحتها النفسية بسبب تعاطي الكحول وأدوية مخدرة غير المشروعة. ورغم ذلك تمكنت اليزابيث من إبعاد جون عن ابنته، حين اتهمته كذباً بالتحرش بالطفلة، وذهبت اليزابيث إلى منزل جون وهي مخمورة ومسلحة بسكين، وقامت بتهديده بالقتل إن اقترب من ابنتهما. وتقول الصحيفة: إن الأب المكلوم يعاني ويقول: أستيقظ كل صباح وأنا أعاني من القلق الشديد على ابنتي، لا أعرف أين هي، ولا أحوالها، وهل هي مع أمها أم لا؟ أشعر أنني بلا أمل وبلا فائدة لابنتي، وربما يفكر الناس أنني أب غير لائق بابنته. وحسب الصحيفة: فإن الابنة مارجريت تتمنى أن تكون مع أبيها، وفي أحد المرات القليلة التي التقيا فيها، أهدته بطاقة كتبت عليها "أحبك يا أبي". ونقلت الصحيفة عن القاضي لورد ماكفرلين في محكمة الاستئناف أن جون "أب مثالي وأبوته لا يرقى إليها الشك". ويقول الأب: "أتمنى أن أكون جزءاً من حياة ابنتي، إنني أبكي وأبكي من أجل ذلك، أعاني الإحباط والغضب والحزن وقلبي محطم، لماذا يتم السماح للأم بإبعاد ابنة عن أبيها؟!"، ويضيف: "إنه تحطيم للطفلة، وهناك الآلاف الأطفال في بريطانيا يمرون بنفس معاناة ابنتي مارجريت، فلماذا الصمت على مأساتهم؟".