عليك في مقابل الضمير أنت تدفع دية لا أسمع لا أرى لا أتكلم! ويتوجب عليك في مقابل الذمة أنت تصلب الأخلاق وأن تشنقها على رافعة الدكتاتورية! ليس ضرباً من حديث النفس المنفعل أو مقطوعة أدبية نتجاوز بها حديث العقل والمنطق! إنها الحقيقة التي يتجرعها ذوو المبادئ والقيم حتى الموت على مذبح الذمة والضمير! ولن أتجاوز أولئك المتفائلين الذين يقولون لنا دوماً تفاءلوا فإن الخير معقود بناصية التفاؤل، ولن أحيد عن نهج الدين الذي أوصانا به، لكننا ورغماً عنا نعيش في زمن يتنكر فرده لإرثه الإسلامي.. ولموروثه الأخلاقي ولطبائعه الفطرية أقول وما أرى من تجارب واقعية تدمي القلب وتجعل العاقل حيراناً..حظوتك في زمن فرزنة المبادئ هي بقدر ما تتخلص به من قيمك وهي بالقدر الذي تتطهر فيه من الذمة! وهي بالحجم الذي تتفسخ فيه من العهود والمواثيق! وكلما كنت أقرب إلى من يملك صنع القرار ويؤثر فيه بتغييره أو تثبيته ستزداد دهشتك أكثر! فالمتحلي شكلاً بالخلق ستراه بقناع آخر لا تفهمه ولا تعرف من أين تدخل لأيقونة دهائه لتسايرها! تنظر للوجوه فتعرفها بسيماها العامة! تدخل دهاليزها تصدمك كهوفيتها !! وتعجب! ما يجعلك تحاسب نفسك وتتفقدها هل هم أولئك الذين عرفتهم يوماً أم أن بك شللاً دماغياً هجم على ذاكرتك وأفقدك معرفة الوجوه ومصداقية أصحابها! لا يوجد في الكون منذ خلقت البشرية مكان فضائلي ولا مساحة ملائكية من عهد النشأة الأولى وإرسال الرسل والذين كانت رسالاتهم السلام والمحبة والأخلاق والعهود والمواثيق الذمم والضمائر النقية ومساعدة المحتاج: لا أحد ينكر هذا..! لكن في آخر هذا الزمن وبابتعاد البشر عن كل موروثهم الديني والأخلاقي إلا ما ندر!! هذا النادر يعيش في صراع أبدي، فإما يغيب ضميره ويسايرهم ليعيش الحياة الوقتية معهم ويدور بفلكهم أو أن يبقى على مبادئه وأخلاقه فيعيش مذموماً مستنكراً ممن حوله! ولأنك تعيش وحدك الجو الروحاني الفضائلي ولغة الجمع ومحبة الناس والسير في مصالحهم عليك أن تقنع نفسك (أن مدينة أفلاطون أقفلت أبوابها ورمت مفاتيح حصونها في البحر)! ولكي تعيش كما ينصح الناصحون في زمن موت الضمير ومساعدة الآخرين لا كما يقول الله ويقول رسوله صلى الله عليه وسلم: عليك أن تذبح الذمة والضمير وتريق دمهما نهراً وتشهد الجموع على هذا المذبح لتحيا مع الناس ! فأنا ومن ورائي الطوفان صارت خارطة الطريق لأصحاب موت الضمائر والكراسي المتكلسة على أجسادهم! فإما: ضمير يعيش المحن وإما موته فيَسر العدى!! لقطة ختام: فإما ضمير يعيش الحياة وإما حياة تميت الضمير! رابط الخبر بصحيفة الوئام: على مذبح الذمة والضمير..!