أكد رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية خالد الفالح، أن السعودية هي الأقوى على مستوى الدول الكبرى المنتجة للنفط على امتصاص التراجع في أسعار النفط والصبر إلى أن يعود السوق إلى توازنه. وتوقع الفالح في مقابلة تلفزيونية أمس، تحسن أسعار النفط في 2016م، مبينا أن أساسيات السوق تعمل لصالح جميع المستهلكين والمنتجين. وأوضح أن مستوى العرض سيستمر في الانخفاض بشكل أكبر في 2016م بعد أن بدأ بالتراجع في الولايات المتحدة الأمريكية، كما توقع أن يرتفع الطلب أيضا في 2016م. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة إن السوق سيتوازن في وقت ما في 2016م، وسيتلو ذلك امتصاص للمخزون الفائض. من جهة اخرى، بدأت أرامكو السعودية دراسة عدة خيارات لإتاحة الفرصة عبر الاكتتاب العام في السوق المالية، أمام شريحة واسعة من المستثمرين، لتملك حصة مناسبة من أصولها مباشرة أو من خلال طرح حزمة كبيرة من مشاريعها للاكتتاب في عدة قطاعات وبالذات قطاع التكرير والكيميائيات. وأوضحت الشركة أنه متى ما تم الانتهاء من دراسة الخيارات المتاحة بالتفصيل، سيتم عرض نتائج الدراسة على مجلس إدارة الشركة، ومن ثم الرفع بالتوصيات إلى المجلس الأعلى للشركة، الذي سيتخذ القرار النهائي حول هذا الموضوع. وبينت أن هذه المقترحات تأتي في سياق برنامج التحول الوطني الذي تنتهجه المملكة المتضمن إصلاحات شاملة، بما في ذلك خصخصة قطاعات مختلفة من نشاطات المملكة الاقتصادية وتحريرها للأسواق، وهو توجه حكيم تدعمه أرامكو السعودية بكل حماس. وأكدت أرامكو السعودية أن هذه العملية ستعزز من قدرات الشركة وتركيزها على تحقيق رؤيتها بعيدة المدى، التي تتمثل في أن تصبح الشركة الرائدة عالمياً في التكامل في مجالات الطاقة والكيميائيات، مع الاستمرار في تركيزها في المقام الأول على إدارة موارد المملكة الهيدروكربونية بأعلى درجات الكفاءة والموثوقية، مع تلبية الطلب من قبل عملائها في المملكة وكافة أنحاء العالم، وتحقيق القيمة المضافة في جميع مراحل سلسلة الأعمال والوفاء بالتزاماتها نحو جميع الأطراف ذات العلاقة بالشركة، بما في ذلك أقصى درجات المسؤولية نحو البيئة والسلامة. ومن جهته، توقع جون سفاكياناكيس، كبير المستشارين السابق بوزارة المالية السعودية، طرح أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام تدريجيا بـ 5 أو 10% كبداية للطرح. وأوضح أن الخطوة التي قد تتخذها السلطات في المملكة بطرح جزء من أسهم شركة أرامكو تعتبر خطوة في مسار إيجابي تشهده البلاد مؤخرا. وأكد سفاكياناكيس في مقابلة مع سي إن إن أن الوقت قد حان لتنويع مصادر الدخل وخلق موارد جديدة من النفط، مشيرا إلى انه خلال الأشهر الـ11 الماضية حدثت نقلة وتغييرات إيجابية لم تشهدها السعودية في الأعوام الـ40 أو الـ50 الماضية. ووفقا لتقارير فإن إدراج شركة أرامكو سيرفع القيمة السوقية للأسهم السعودية إلى 5٫2 تريليون ريال، على اعتبار أن القيمة السوقية للأسهم المحلية تبلغ وفق إغلاق الخميس الماضي 1٫4 تريليون ريال يضاف إليها 3٫75 تريليون ريال هي القيمة السوقية المقدرة لشركة أرامكو السعودية. ووفقا للتحليل فإنه في حال تم طرح 5% فقط من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام، أي 188 مليار ريال ستعادل قيمتها السوقية نحو 31% من قيمة الأسهم الحرة (المتاحة للتداول) حاليا في السوق البالغة حاليا 608 مليارات ريال. فيما افترض مختصون اقتصاديون طرح 10% من أسهم أرامكو السعودية للاكتتاب، كتقديرات وافتراضات لم تعلن رسميا بعد، حيث قدر المختصون القيمة لأرامكو في حدود 7 تريليونات ريال، ما يعني أن 10% تشير إلى أن تريليون ريال سيتم ضخه في سوق الأسهم السعودية. وأضافوا إن عملية الطرح تظهر أهميتها في إشراك المواطن والقطاع الخاص في هذه الشركات، ما سيرفع من القوة الإنتاجية للاقتصاد، مشيرا إلى أن طرح أسهم أرامكو للاكتتاب سيظهر هذا العام، وهو ما سبق أن عملت به المملكة عندما طرحت أسهم شركة سابك للاكتتاب ثم توالت في الشركات الأخرى كشركة ينساب وكيان والأسمدة.