القاهرة (وام) أكد وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير، أن بلاده ستتعامل مع التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي العربي بكل جدية، وتتصدى لها بكل حزم، وهي أيضاً مسؤولية الجامعة العربية في ظل أهدافها الرامية إلى حماية الأمة العربية والحفاظ على الأمن القومي للدول والشعوب والمقدرات العربية. ووجه الجبير في كلمته أمس أمام الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة الإمارات، الشكر لمجلس جامعة الدول العربية على الاستجابة السريعة لدعوة المملكة العربية السعودية لعقد الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية، والذي يأتي في أعقاب الاعتداء السافر الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية في إيران تحت أنظار الحكومة الإيرانية، دون بذل أي جهد لوقف هذه الاعتداءات أو الاستجابة للنداءات المستمرة من بعثة المملكة. وقال الجبير: «لا يخفى على المجلس أن هذه الاعتداءات جاءت بعد التصريحات العدوانية ضد المملكة، والتي كانت بمثابة المحرض والمحرك للاعتداء بشكل مباشر، وفي انتهاك صريح لكل المعاهدات والمواثيق الدولية التي تحتم على الدول مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية». وأكد أن هذه الاعتداءات تعكس بشكل واضح السلوك الذي تنتهجه السياسة الإيرانية في منطقتنا العربية بالعبث في مقدراتها، والتدخل في شؤون دولها، وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية بها، وزعزعة أمنها واستقرارها، الأمر الذي حذرت منه قرارات الجامعة العربية مسبقاً، وما ذكره سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، رئيس الجلسة، في خطابه. وأضاف الجبير: «ليس لدي أدنى شك في اضطلاع مجلس الجامعة العربية بمسؤوليته، والتعامل مع هذه التدخلات وفق ما نص عليه ميثاق جامعة الدول العربية، وما نصت عليه قراراتها». وأكد وزير الخارجية السعودي أن بلاده «تدعم بقوة» محادثات فيينا الرامية للتوصل إلى حل للنزاع في سوريا، معتبراً أن الأزمة مع إيران لن تؤثر عليها. وقال الجبير عقب الاجتماع الطارئ، إن الرياض «سبق أن أعلنت دعمها للمعارضة السورية، ودعمها للجهود الرامية إلى الوصول إلى حل سلمي في سوريا، ما يسمى باجتماعات فيينا ما زال قائماً، ونحن نأمل فيها وندعمها بقوة بغض النظر عن الخلافات بيننا وإيران». وقال الجبير إنه إذا استمرت إيران في دعم «الإرهاب والطائفية والعنف»، فسوف تواجه معارضة من الدول العربية. وأضاف الجبير أن بعض الدول عرضت الوساطة، لكن ذلك يتطلب جدية من إيران بشأن الجهود. وتابع «فيما يتعلق بالوساطة، هناك بعض الدول أعربت عن استعدادها للقيام بذلك، المهم الجدية بالنسبة للموقف الإيراني».