قتل 14 شخصا معظمهم من رجال الشرطة واصيب اكثر من 100 اخرين في انفجار بسيارة مفخخة وقع في محيط مديرية امن مدينة المنصورة بدلتا النيل وهو اعتداء اعتبر رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي انه يستهدف عرقلة خارطة الطريق. وجاء هذا الانفجار وهو واحد من اكثر الاعتداءات دموية منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في يوليو الماضي قبل 3 اسابيع من الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد في 14 و 15 يناير المقبلين. ويعد هذا الاستفتاء الخطوة الاولى نحو تطبيق خارطة الطريق التي وضعها الجيش المصري والتي تستهدف تأسيس شرعية جديدة قائمة على صناديق الاقتراع من خلال تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية خلال الاشهر الستة المقبلة. ومنذ حدد الرئيس المصري الموقت عدلي منصور موعد هذا الاستفتاء قبل 10 ايام اعلنت الحكومة المصرية التي تؤكد انها تخوض حربا ضد "الارهاب" انها وضعت خططا لتأمين الاستفتاء في جميع انحاء مصر تحسبا لاي اعمال عنف. واوضحت مصادر طبية ان التفجير الذي قال مسؤولون امنيون انه تم بسيارة مفخخة ووصفوه بأنه "كبير جدا" اوقع 14 قتيلا واكثر من 105 جرحى معظمهم من رجال الشرطة العاملين في مديرية امن مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل) على بعد مئة كلم شمال القاهرة. وادى الانفجار الذي شعر به السكان في دائرة محيطها 20 كيلومترا الى انهيار جزء من مبنى مديرية امن الدقهلية، بحسب المسؤولين الامنيين. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن المتحدث باسم رئاسة الوزراء شريف شوقي ان رئيس الوزراء "اعلن جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهاربية". الا ان الوكالة عادت في وقت لاحق وبثت تصريحا آخر للببلاوي لا يتضمن اي اتهام مباشر لجماعة الاخوان المسلمين بالوقوف وراء هذا الاعتداء. واكد الببلاوي في هذا التصريح الاخير ان الانفجار "عمل ارهابي بشع الغرض منه ترويع الشعب حتى لا يستكمل طريقه في تنفيذ خارطة الطريق" كما انه يستهدف "القضاء على الاستقرار وعلى ارساء الديموقراطية". واضاف رئيس الوزراء ان "الدولة لن تقصر في متابعة المجرمين ومحاسبتهم وكل ذلك سيتم بالقانون". واكدت رئاسة الجمهورية في بيان كذلك انها "لن تسمح للارهاب الاسود والقائمين عليه بتعطيل استحقاقات خارطة المستقبل". وفي رد فعل فوري على التصريح الاول للببلاوي، قالت جماعة الاخوان المسلمين في بيان انه "ليس من المستغرب ان يقرر الببلاوي، دمية الطغمة العسكرية، استغلال دم المصريين الابرياء للادلاء بتصريحات نارية الغرض منها اثارة مزيد من العنف والفوضى وعدم الاستقرار". واكدت الجماعة انها "تدين بأشد العبارات الهجوم على مديرية الامن في المنصورة" مضيفة انها "تعتبر هذا العمل بمثابة هجوم مباشر على وحدة الشعب المصري". وكانت جماعة الاخوان اعلنت الاسبوع الماضي مقاطعة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. وقال حمزة الفروي المتحدث باسم "تحالف دعم الشرعية ومناهضة الانقلاب" الذي يقوده الاخوان "اننا نرفض اي اقتراع تحت الحكم العسكري". وعقب اطاحة مرسي، شنت السلطات المصرية حملة قمع ضد جماعة الاخوان ادت الى مقتل قرابة الف شخص وتوقيف الاف عدة اخرين. ومنذ ان فضت قوات الامن بالقوة اعتصامي انصار مرسي في القاهرة في 14 اغسطس سقط اكثر من الف قتيل غالبيتهم العظمى من الاسلاميين. كما تتعرض قوات الجيش والشرطة منذ عزل الرئيس الاسلامي لهجمات تنسبها الى الاسلاميين المسلحين اسفرت عن سقوط اكثر من 100 قتيل من الجنود ورجال الامن. واعلن الجيش المصري الاثنين انه قتل 184 "ارهابيا" منذ اغسطس الفائت في شمال شبه جزيرة سيناء حيث باتت الهجمات على قوات الامن شبه يومية.