×
محافظة مكة المكرمة

جدة: تنفيذ أول جسر للمشاة باستخدام «المصاعد الكهربائية»

صورة الخبر

في سرده خفايا مدينة جدة التاريخية، ذكر الدكتور حسن بن حمزة حجرة مستشار الهيئة العليا للسياحة والآثار ونائب أمين جدة سابقاً، احتواءها على 2000 مبنى من الحجر المنقبي المرجاني، وسكانها 40 ألف نسمة. ويشير الباحث حجرة إلى أن هدم سور جدة التاريخية كان عام 1367هـ، مبينا أنها كانت مدينة تراثية متكاملة بحاراتها الأربع وشوارعها ومساكنها وأسواقها وحرفها وما يحتاجه ساكنوها من دور عبادة وترفيه، مساحتها واحد كيلو متر مربع، وتحوي 2000 مبنى من الحجر المنقبي المرجاني، وسكانها 40 ألف نسمة. وأوضح مستشار هيئة السياحة على هامش محاضرة ألقاها البارحة الأولى في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية وأدارها اللواء الدكتور أنور عشقي أن مسجد الشافعي (الجامع العتيق) يمثل أقدم أثر معماري في جدة التاريخية، حيث بناه الملك المظفر عام 648هـ وأعيد بناؤه بعد أن تعرض للتصدع عام 940هـ تزامناً مع بناء سور جدة، وقت ولاية السلطان قنصوة الغوري على جدة. وهو مسجد فريد في عمارته وسطه مكشوف للتهوية صامداً أمام العوامل الطبيعية ويرمم بين حين وآخر، كاشفاً عن وجود أكثر من 67 وقفا لا زالت موقوفة على مسجد الشافعي في جدة. وتطرق الدكتور حسن حجرة إلى مسجد المعمار الذي يقع في سوق العلوي، وقال أسسه وأقامه قرّة مصطفى باشا، وبناه المعماري أحمد كرد المعمار سنة 1053هـ وسمي باسمه، ويبرز الطراز العثماني بداخل المسجد، حيث يعتمد على القناديل الضوئية والأسقف الخشبية. وهناك أكثر من 84 وقفا موقوفة على مسجد المعمار. وأضاف من دور العبادة القديمة مسجد الحنفي الذي كتب على اللوحة التذكارية في مدخله (أنشئ في عهد ولاية إبراهيم باشا على جدة عام 1240هـ. وقد بني على الطراز العثماني، كما هو واضح على مؤذنته. وتتميّز بالقبة الخشبية المثمنة الشكل، ولا تزال على مدخله الجنوبي كتابة باللغة التركية. وهناك أكثر من 25 وقفا لا زالت موقوفة على جامع الحنفي. ولفت الدكتور حسن إلى أن هنالك عدة مساجد أثرية في جدة التاريخية تم هدمها وإقامة مساجد حديثة مكانها، منها مسجد الباشا الذي أسس عام 1137هـ، مسجد عثمان بن عفان الذي يسمى مسجد (الأبانوس) لوجود أعمدة من خشب الأبانوس وتم إنشاؤه في القرن التاسع والعاشر الهجري، إلى جانب مسجد عكاشة 1245هـ، مسجد المغربي 1263هـ، مسجد الحضارم، وسبع زوايا عبارة عن مساجد صغيرة لا يزال بعضها موجوداً حتى اليوم. وفاجأ الدكتور حجرة معظم الحاضرين عندما كشف أن عددا من القناصل المعتمدين لدى المملكة كانوا يسكنون الأربطة الموجودة في جدة التاريخية آنذاك، وقال القناصل كانوا يستخدمون الأربطة للضيافة سابقاً، والرباط هو نظام اجتماعي تكافلي ابتكره المسلمون لرعاية المعوقين والمعوزين من الرجال والنساء، وسكانها يعملون في مهد خاصة مثل الكوائين والخياطين أو القابلات. وفيما يخص مصادر مياه جدة التاريخية، بيّن مستشار هيئة السياحة والآثار أن هناك عددا من المصادر منها العين الوزيرية، أو عين فرج يسر أسسها أحد الوزراء الأتراك لنقل الماء من أبرق الرغامة إلى جدة ثم أوصلها التجار، ومنهم فرج يسر لداخلها لذا سميت عين فرج يسر، مشيراً إلى أن جدة كانت تخزن مياه السيول في صهاريجها الواقعة على مجاري الأودية المتجهة إلى البحر، وكان لكل عائلة صهريج باسمها. وتشتهر جدة التاريخية بعبق تاريخها وأصالة عمرانها ومبانيها القديمة ذات الطابع العمراني المميز المشاهد في مساجدها، مساكنها، أسواقها، حرفها، وأربطتها التي كانت تمثل ملجأ لضيوفها وزائريها بما فيهم القناصل المعتمدون لدى المملكة في ذلك الوقت.