«لعنة برج بابل».. رواية جديدة للكاتب خليفة الديلمي، حيث تتحدث ــ بسرد تاريخي وأسطوري متخيل ــ عن قصة الصراع بين الموت والحياة، والخير والشر، والحق والحب، وتقيم جسرا بين ذلك الماضي بالحاضر الذي يمد إلى المستقبل. وأدى هذا الربط بين زمنين متباعدين بحبل من السرد المتواصل، إلى تصادم الصور والرؤى التي تتشكل وتتلون مستعيرة صوتا مزدوجا من الزمنين في الرواية، فتحفل مشاهدها بالإثارة والتشويق. وبالرغم من هذه المسحة الفكرية العميقة، فإن كاتبها أراد أن يجعلها نصا يستلهم التاريخ، حيث اتخذ من مدينة بابل العراقية (عاصمة الحضارة البابلية) مسرحا زمنيا لها، راصدا في وقائع أحداثها شيئا من الصراع الطبقي في المجتمع، والصراع النفسي في ضمير الإنسان بين قوى الخير والشر والحب والكراهية في مجتمع تلك الحضارة، إلا أن أكثر ما أثار انتباهي في هذه الرواية أنها يغلب عليها الطابع التاريخي، وكأنه يصطحب القارئ في رحلة معرفية بين حين وآخر، تكشف بين فصولها كثيرا من أسرار تلك الحضارة، جاءت أحداثها سلسة يمكن أن يتفاعل معها القارئ وكأنه عايش ذلك الزمان الذي لم يعش فيه.