×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / محافظ محايل يحضر الحفل الذي أقامه مركز قنا

صورة الخبر

تطالب بحقوقك؟ لأنك مؤهل، خبير، قادر؟ لأنك موظف مثالي في نظر نفسك؟ لأنك مواطن؟ فماذا عن واجباتك؟ هل أنت راضٍ عن نفسك وأدائك؟ هل أنت مستعد لعملية نقد ذاتي، وكم؟ أسئلة ضرورية لا تطرح في واقعنا إلا في النطاق الأضيق الذي لا يكاد يرى أو يبين، فيما المطلوب أن مراجعة المرء نفسه، وبالتالي، تجربته، واجب حقيقي، يومي واستراتيجي، فالإنسان لا يستطيع أن يتقدم إلى الإمام من دون معرفة نفسه وتجربته، وهنا تنشأ إشكالية أن يكون الإنسان، في الوقت نفسه، هو ذاته، كما يكون الآخر الذي يوجه ويلوم وينقد، فكم أنت قادر على الموضوعية؟ مساءلة النفس قبل المساءلة من قبل الآخر، الرئيس والمرؤوس والزميل، وفي العمل الحكومي والعام تتحقق المسؤولية أضعافاً مضاعفة، حيث العمل وفق نظام وخطة. لست ترساً في آلة بالمعنى غير الجميل، لكنك، بالتأكيد، عضو في فريق العمل، وعليك أن تعمل في أفق ومرآة النقد الذاتي، ما يتطلب الموضوعية والشفافية والصراحة مع النفس. كم منا من يسأل نفسه، نهاية يومه وأسبوعه وشهره وسنته عما قدم أو حصد؟ عما غرس من ورد أو شوك؟ هذه المساءلة الأولية مبدأ أساسي للعمل والنجاح والتفوق، لكن لا بد، في الوقت نفسه، من مقارنات صادقة ومعايير واضحة ومتفق عليها. لا بد من الاستناد إلى الأنظمة والتشريعات والقيم. لا بد من التزام الخطة والمواعيد والبرامج والمشاريع نحو تحقيقها ضمن أسقفها الزمنية المرسومة، فهل ساءلت نفسك يوماً وفق هذه المفهومات؟ هل نمت يوماً وأنت معذب الضمير لأن يومك مر من دون إنتاج أو إتقان؟ كم أنت مسؤول في أسرتك وعملك؟ وكم أنت ممن يفتخر بأنه يعدد أياماً ويقبض راتباً؟ ليست إلا اللغة وقد اختلفت، فنحن لا نزال في صميم العلم الإدارة، مع التأكيد بأن الإدارة ليست علماً جامداً خالياً من الروح والأناقة والمعنى الشفيف العميق. الإدارة كقيادة السيارة تماماً فن وذوق وأخلاق، فكم تمتلك ملكة الإدارة والقيادة حتى وأنت موظف صغير في بداية حياتك العملية؟ أنت المدرب الأول لنفسك. أنت المسؤول الأول عن نفسك، فجرب دائماً ولا تتردد. بادر وكن المبدع الحقيقي دائماً. بادر وبادر ولا تتردد. قد تفشل مرة واثنتين، لكنك ستبلغ هدفك أخيراً. لن أذهب بعيداً في مديح وصفة الإصرار ومرادفاتها خصوصاً المثابرة. بادر وثابر وليس أمامك من بعد إلا الوصول، ولا يصل في النهاية إلا من قدم المقدمات المناسبة للنتائج المتوخاة. النجاح يبدأ من هنا. من أول حرف في أبجديته: المساءلة. والمساءلة مسؤولية شخصية قبل أن تكون مسؤولية الآخر فرداً كان أو مؤسسة. هل فهمت؟ ebn-aldeera@alkhaleej.ae