الشباب الذين فاجأونا حين خرجوا بالآلاف تطوعا لإنقاذ سكان الأحياء الذين داهمتهم السيول في جدة قبل بضع سنوات، والشباب الذين يقفون على حدنا الجنوبي دفاعا عنا، والشباب الذين يديرون المصانع والبنوك والمختبرات ويسهمون في بناء الوطن، والشباب الذين يملأون المدارس والجامعات ونعقد عليهم الآمال العريضة ليكونوا هم مستقبل الوطن، هؤلاء الشباب لا يمكن لنا أن ننزع منهم الثقة فنحول بينهم وبين الدخول إلى المراكز التجارية إلا مصحوبين بأسرهم وكأنهم وحوش ضارية تحتاج إلى من يتحكم في أمرها، وكأنما تلك المراكز التجارية أرض مستباحة لا يحكمها نظام ولا يسيطر عليها أمن ولا تراقب سلوك الجائلين فيها أجهزة. لقد أحسن الأمير خالد الفيصل حين وجه بإلغاء ما كان يتم العمل به من منع للشباب من دخول المراكز التجارية، وقد جاء توجيهه الكريم تأكيدا على الثقة التي يوليها سموه للشباب الذين لن يخلفوا حسن ظن سموه بهم، وسيبرهنون أنهم أهل لمثل هذه الثقة وأن الواعز الأخلاقي هو ما سوف يحكم تصرفاتهم ومسلكهم وليس كاميرات المراقبة ورجال الحراسات الأمنية. كان الشباب يعانون من قرار لم يكن منصفا بحقهم، ذلك أنهم حين يمنعون من دخول المراكز التجارية فإنهم بذلك يوضعون موضع الريبة والشك في مجملهم، كما أنهم يحملون جريرة ما قد يحدث من فئة قليلة منهم من تجاوزات، وفي كلا الأمرين إجحاف بحقهم، وقد جاء قرار سمو الأمير منصفا لهم مؤكدا للثقة فيهم. Suraihi@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة