قابل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية في لبنان محمد رعد أمس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، وتركز التشاور، وفق بيان المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري على «التطورات السياسية والحكومية، إضافة إلى المواقف من القضايا المطروحة داخلياً وإقليمياً وأهمية الحفاظ على الاستقرار الداخلي لمواجهة الاستحقاقات المقبلة بتضامن وهدوء». وكان رعد نبه في كلمة له خلال مأدبة غداء أقامها «حزب الله» لفاعليات منطقتي جزين وإقليم التفاح لمناسبة عيد الميلاد في جرجوع، «إخواننا وشركاءنا وأبناء وطننا إلى أن الوقت يدهمنا، نحن في حاجة الى استعادة الحيوية لكل مؤسسات هذا البلد، لكن المدخل لكل ذلك أن يستمع بعضنا لبعض». وقال: «تعالوا إلى الحوار والتفاهم، وإذا لم يعجبكم شكل طاولة الحوار نغيرها ونبدلها، وإذا لم يعجبكم جدول أعمال الحوار تعالوا لنتفاهم على جدول أعمال آخر. لكن أنتم بصمتكم تأخذون أنفسكم إلى الهاوية وتستدرجون كل شركائكم للمخاطر الكبرى». وأضاف: «نحن في حاجة لأن نكون بناة وطن نجد مؤسساته تتهاوى نتيجة التنافس، والمطامع، وقصر النظر في غالب الأحيان، وما يجمعنا في هذا الوطن أكبر بكثير مما يفرقنا. عشنا جميعا تجربة أن عدونا واحد فلماذا نستحضر ونستورد أعداءً بيننا؟ قد نصبح خصماء، ولكن لن نتحول إلى أعداء، ونقول من جهتنا إنه مهما بلغت خصومة الآخرين لنا لن نصنفهم أعداء على الإطلاق، هم إخوان وشركاء لنا في الوطن، لذلك عندما نقول راجعوا حساباتكم وتأملوا في رهاناتكم ولا تدعوا من يخوننا ويخونكم ويستبيح دمنا ودمكم يعبث بأمننا وأمنكم، ويطيح هذا الوطن الذي ليس لنا غيره على الإطلاق، فنحن أبناء هذا الوطن، نصونه بأغلى ما لدينا، وقد فعلنا، ولا نقول ذلك من باب التبجح ورفع الشعار، فما زالت قوافل الشهداء تتوالى ونحن أكثر إرادة وتصميماً على حفظ هذا الوطن وحمايته من التدخلات الأجنبية التي تريد أن تزرع الفرقة والقسمة وتمزق وحدته ونسيجه الاجتماعي لأهداف ومصالح غريبة عن المصلحة الوطنية العليا». وأكمل رعد قائلاً: «ما بالنا نقبل بأن يُسكت عن أناس أصبحوا يستبيحون بقية الدولة؟ فالسكوت عن هؤلاء لن ينجي الساكتين، وإذا ما بادرنا في موقع من المواقع لنحمي بلدنا من هؤلاء فلأننا نعرف طبيعتهم ونستشعر خطرهم على الإنسان، فإنهم ما دخلوا قرية إلا أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، فهم لا يعترفون بكم وبنا وبمن سواهم حتى من أبناء مذهبهم وملتهم. هؤلاء خرجوا عن منطق الإنسانية والدين لكنهم يرفعون شعارات استقطابية تحريضية كي يوغلوا في إشباع سادتهم، ويتوجوها بالمشاهد المقززة التي نراها، والتي لا تعرف حرمة لا لمسجد ولا لدير ولا لعالم او مطران أو راهبة. هؤلاء يستبيحون كل شيء، فهم خطر ينبغي أن نستشعر طبيعته وأبعاد تداعياته التي يمكن أن نصل إليها في لبنان إذا ما تمكن هؤلاء من التمادي في عدوانهم».