قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن القادة العسكريين لدول التحالف يخشون سيطرة المليشيات الشيعية على العراق في حال إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية هناك. وأوردت الصحيفة في تقرير لمراسلها كولن فريمانأن كبار القادة العسكريين الأميركيين لمهمة العراق يعتقدون أن هناك احتمالات كبيرة لنشوب "حرب عقب الحرب" بسبب اعتماد الحكومة العراقية على المليشيات الشيعية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأوضحت أن اعتماد الحكومة على المليشيات في العراق عزز قوة هذه المليشيات إلى الحد الذي أصبحت تهدد فيه سيطرة الحكومة المنتخبة على البلاد. وقالت الصحيفة إن هذه التحذيرات وردت في تقرير أعده الخبير البريطاني في شؤون العراق البروفيسور توبي دودج الذي عمل مستشارا للقائد العسكري للحملة الأميركية في العراق الجنرال ديفد بترايوس، وإن النتائج التي شملها تقريره استندت إلى لقاءات مع كبار قادة التحالف وسياسيين عراقيين، وقد تمت خلال زيارة بحثية للعراق مؤخرا لصالح مركز الشرق الأوسط في مدرسة لندن للدراسات الاقتصادية. " لم يستبعد دودج قيام حرب أهلية في العراق بعد هزيمة تنظيم الدولة، وسط مخاوف واسعة من أن الشرق الأوسط على أبواب حرب أهلية سنية-شيعية " ميزان القوة وأشار دودج في تقريره إلى أن الهزائم الأخيرة لتنظيم الدولة في الرمادي وسنجار غيّرت ميزان القوة لصالح المليشيات الشيعية التي قادت نحو 70% من العمليات العسكرية في المنطقتين. ولم يستبعد دودج قيام حرب أهلية في العراق بعد هزيمة تنظيم الدولة، وسط مخاوف واسعة من أن الشرق الأوسط على أبواب حرب أهلية سنية-شيعية. ونسب دودج في تقريره إلى وزير الدفاع العراقي الحالي خالد العبيدي قوله إن قرابة ثلثي الجيش العراقي تخلى عن الخدمة لدى اجتياح تنظيم الدولة شمال العراق عام 2014. وهذا ما دفع الحكومة العراقية إلى الاعتماد على المليشيات الشيعية بما فيها الأكثر "تطرفا" مثل عصائب الحق "المعادية للغرب". كما أن أقوى المليشيات الشيعية هي مليشيات "حشد" التي بلغ قوامها حاليا نحو مئة ألف مقاتل. جيش دفاعي وأضاف دودج أن كثيرين أغراهم كون المليشيات "تتمتع بنظرة اجتماعية إيجابية" وتتلقى مرتبات أعلى ومضمونة الدفع أكثر من الجيش العراقي، وهذا ما أضعف الأخير الذي كان عليه أن يبدأ بناء صفوفه من الصفر تقريبا، ولا يزال يتخذ مواقف "دفاعية بحتة" في العمليات الكبيرة مثل التي جرت الأسبوع الماضي للاستيلاء على الرمادي. وقال إن أخطر النتائج لهيمنة المليشيات الشيعية أن السنة يشعرون بأنهم سيضطرون لطلب حماية تنظيم الدولة ضد التهديد الشيعي، منتقدا المنهج الراهن للحكومتين العراقية والبريطانية في التعامل مع الصراع في العراق، وقائلا إنه يماثل المنهج الذي اتُّبع عام 2003 والذي يتلخص في التركيز على الانتصار القصير المدى وإغفال الاستقرار المستدام على المدى الطويل. وتوقع دودج أن تقوم حرب بعد هزيمة تنظيم الدولة بين مليشيات حشد وقوات مكافحة الإرهاب التي يسيطر عليها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.