أكد العراق أنه «ليس جزءاً من المحاور والأقطاب»، ولا «يتبنى سياسات طائفية»، وأن لديه «رؤية متكاملة لضرورة التنسيق والتعاون بين دول المنطقة». وأوضح وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، الذي يزور الكويت، أن «تحركاته تهدف الى احتواء الأزمة بين السعودية وإيران، إيماناً من العراق بأن الجهد الديبلوماسي من شأنه تخفيف حدة التوتر الذي تستفيد منه عصابات داعش». وقال الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي: «نرى أن التوتر والتنافس والتصارع الإقليمي بيئة خصبة لنمو الإرهاب، والوسيلة الوحيدة للقضاء عليه هي تعزيز جهود العراق ودول المنطقة والمجتمع الدولي في هذا المسار، وذلك لا يتم إلا بالتعاون والتنسيق بين الجميع». وحذّر من أن «أي تصعيد أو توتر أو شحن في العلاقات الإقليمية، ينعكس سلباً على أمن الإقليم، وبالتالي يكون عاملاً لنمو الإرهاب، لهذا نحن حريصون على إبعاد المنطقة من التوتر». وزاد: «أرسلنا رسائل إلى الجميع مفادها أن العراق ليس جزءاً من سياسة المحاور والأقطاب ولا يتبنى سياسات طائفية، ولديه رؤية متكاملة لضرورة التنسيق والتعاون بين دول المنطقة، ونسعى من خلال موقعنا إلى إبعاد التوتر والتشنج في علاقات دول المنطقة، لأن هذا بالنتيجة سينعكس سلباً علينا». وعن الجهود الديبلوماسية العراقية لاحتواء الأزمة بين الرياض وطهران، جاء في بيان لوزارة الخارجية أن «الجعفري وصل مساء أمس (أول من أمس) إلى الكويت، والتقى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية صباح خالد الحمد الصباح، وبحث الجانبان في أهم القضايا على الساحة العربية والإقليمية، لا سيما الأزمة الحالية بين السعودية وإيران». ونقل عن الجعفري قوله، انه شدّد على «أهمية التعاون والتنسيق بين دول المنطقة لمواجهة التحديات التي تساهم في تأزيم العلاقات وقطعها». ولفت الى أن «العراق بادر الى إجراء اتصالات مع الدول العربية إيماناً منه بأن الجهد الديبلوماسي من شأنه تخفيف حدة التوتر الذي تستفيد منه عصابات داعش». وأفاد البيان بأن «خالد الحمد أكد خلال اللقاء، موقف دولة الكويت الرافض انتهاك حرمة البعثات الديبلوماسية، معبراً عن استنكاره الاعتداء على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، وتضامنه الكامل مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي». وأعلنت الخارجية العراقية أن الجعفري دعا، من مسقط الليلة قبل الماضية بعد لقائه نظيره العماني يوسف بن علوي، إلى «تكثيف الحوارات والجهود الديبلوماسيّة لتهدئة الأزمة التي تشهدها المنطقة، ومنع تحوُّلها إلى كارثة قد تعصف بالأمن والاستقرار»، مشيراً الى أن «العالم يشهد حرباً عالمية على عصابات داعش الإرهابية، والانشغال بأي صراعات وخلافات جانبيّة يصبّ في مصلحة الإرهاب»، مؤكداً أن «العراق سيستثمر عمقه العربي والإسلامي وعلاقاته مع الكثير من البلدان، ولن يقف ساكتاً إزاء ما يحدث من تداعيات في المنطقة، خصوصاً أنه اكتوى بنار الإرهاب لسنوات طويلة، وسيبذل ما في وسعه لمواجهة التحديات الراهنة».