محمد عريقات (عمّان) تحدث الفنان التشكيلي العراقي المقيم في ألمانيا حسن حداد، في حوار مع «الاتحاد» عن علاقته مع الفنانين العرب وعن ضرورة تضافر الفنون مع بعضها البعض وقدرة هذه الفنون على التغيير والتنوير فأجاب حداد: إن علاقتي بزملائي الفنانين علاقة تناغم متبادل يدعّم حضور الآخر ويجعله يرتقي، تناغم ينصب في الجانب الإبداعي وليس المنافسة والتجاهل والتهميش. وعن مستوى تقبل الجمهور للفن الذي يعتمد على العلاقات اللاعقلانية والتقابل اللغزي للأشياء قال: وجود الرمز في العمل الفني يسهل عملية التعرف، وما يميز العالم الذي نعيشه هو انعدام الألفة فلم يعد الإنسان قيمة عليا، بذلك اضمحل العامل المشترك بين الناس مما أدى إلى ندرة الرمز، فاللوحة الفنية تحتاج من المتلقي أن يبذل بعض الجهد والتروي كي تتم قراءتها والاستمتاع بها، والفن في تنوعه ترك للجمهور مجالات مختلفة لتملّي ذائقته واختيار ما يناسبه من الاتجاهات الفنية حيث أصبح الفن مسألة ذوق. وعن الأعمال الفنية التي عكست ظاهرة ما يسمى بـ«الربيع العربي» لبعض الفنانين العرب إن كانت توازي بأهميتها الحدث فنياً أم أنها سقطت على حساب الموضوع يرى الفنان حسن حداد أن ما حدث في المنطقة العربية ابتداء من تونس كان ثورة الجياع والمضطهدين ضد أنظمة استبدادية، وبما أن لكل بلد عربي خصوصية تاريخية وجغرافية وثقافية وطبيعة اجتماعية خاصة به استخدمت لتلعب دوراً في مسار الأحداث وتطورها، لذلك في خضم التطورات ضاعت الحقيقة التي هي أول ضحايا الحروب. ويتابع: أما بالنسبة للفن فغالباً ما يفرض السوق الفني سطوته على النتاج الفني، والفنان العربي تنازل كثيراً عن موقفه لأجل السوق الذي بات هو أحد ضحاياه، والفن الذي ينتج لأجل إيديولوجية أو لأجل السوق يكون عبارة عن وسيلة إعلامية فاقداً لصفته الفنية إضافة إلى أن إنتاج أعمال فنية سياسية ذات طابع محايد غير ممكن، لأن السياسة في طبيعتها غير محايدة، أي أن هناك في أي وجهة نظر أو رأي إيديولوجية تدعي الحياد ليس إلا. وعن سير حركة الفن التشكيلي العربي ومصادر الفنان التشكيلي الحديث، يرى الفنان حسن حداد أن الفن العربي فن محافظ، لأنه نتاج مجتمع وبيئة مغلقة، وكذلك لأنه يعتمد على الشكل وليس على المضمون، ولو اعتمد على المضمون لكان فناً ثورياً، وكذلك أهمل الفنان العربي الحقيقة الواقعية، وفضل عليها المثالية المعبرة عن نفسها وأعطى بعض الاتجاهات الفنية قدسية لا يمكن المساس بها، ودائماً ما ستظل تحت أبوة الإبداع الغربي باحثاً في خفايا التراث العربي عن مخرج يخلصه من أبوة الفن الغربي له، وفي سبيل ذلك لم يفتح باباً مغلقا أبداً بل دائماً ما يدخل من أبواب مفتوحة.