أطلقت عاصمة كوريا الشمالية بيونج يانج ادعاءات بأنها أجرت تجربة على قنبلة هيدروجينية، وهي نوع أكثر دمارا من القنابل النووية العادية. وقد قوبل هذا الادعاء بتشكك دولي واسع من الخبراء، وهو ما يبدو أنه سيبقى كذلك لفترة. وبدأ العلماء في البحث عما يثبت أن الأدلة الحالية ترجح أن حجم الانفجار الأخير مشابه للانفجارات التي نتجت عن تجارب نووية سابقة لكوريا الشمالية. وسينتظر العلماء حتى تحمل الرياح أجزاء من الغبار عبر الحدود الكورية ليحصلوا عليها ويقوموا بتحليلها في المعامل. من ناحية أخرى، رصدت الوكالة الدولية لمراقبة الزلازل وقوع زلزال بقوة 5,1، بالقرب من موقع "بونج كي-ري" المخصص للتجارب النووية شمال شرق كوريا الشمالية، والذي أعلنت الحكومة الكورية عن قيامها بتنفيذ أول اختبار لتفجير قنبلة هيدروجينية في المكان. قال مدير اللجنة الدولة التي تتولى الرقابة على التجارب النووية، لاسينا زيربو، إنه في حال وجود هذه الجزيئات فعلا، فإنه من الممكن أن تتبعها أجهزة الرصد الموجودة في اليابان وروسيا ودول أخرى في الإقليم، وذلك خلال يومين أو ثلاثة. ويضيف زيربو، أنه من الممكن أيضا أن تقوم الطائرات الأميركية بالحصول على عينات من الهواء فوق منطقة التفجير في وقت أسرع، كما حدث عقب التجارب النووية لكوريا الشمالية عامي 2009 و2013. وستحسم التحاليل المعملية الأمر بشأن إذا ما كانت بيونج يانج نجحت بالفعل في اختبار قنبلة هيدروجينية، إذ إن ذلك سيمثل قفزة تكنولوجية هائلة، علما بأن الفروق هائلة بين القنبلة الهيدروجينية والقنبلة النووية المعتادة التي يتم الانفجار فيها على مرحلة واحدة، وهي مرحلة الأنشطار النووي، بينما يتم التفجير في القنبلة الهيدروجينية على مرحلتين: الأولى، مرحلة الانشطار النووي، ويليها مرحلة الاندماج النووي، مما يؤدي إلى انطلاق طاقة أقوى ألف مرة من الطاقة الناتجة عن القنبلة النووية المعتادة. وذكرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية أن هذا التفجير هو بمثابة إنذار لكل من يُهدد سيادتها، مع التأكيد أن البلاد لن تستخدم هذا السلاح، إلا في حالة حدوث انتهاك للسيادة الوطنية. الغريب هو عدم علم الولايات المتحدة والغرب بهذا الأمر الذي يُعد مفاجأة قوية في حال التأكد من وقوعه. وظهرت سريعا التصريحات الكورية الجنوبية واليابانية المنددة بالتفجير، كما أن مجلس الأمن أعلن عن اجتماع طارئ له في انتظار معرفة التفاصيل والتأكد من الأمر.