أنهت أسواق الأسهم في الإمارات تداولاتها للأسبوع الأول من عام 2016، خلال جلسة أمس، على تراجع قوي، فقدت فيها الأسهم 19.12 مليار درهم من قيمتها السوقية لتصل إلى 668.06 مليار درهم، وسط ضغوط قوية من تراجعات شبه جماعية في المؤشرات القطاعية، أبرزها مؤشر العقار في سوق دبي ومؤشر البنوك في سوق أبوظبي. لا تزال الأسواق واقعة في دوامة العوامل السلبية الإقليمية والعالمية التي أثارت مخاوف المستثمرين حول مستقبل المنطقة وانعكاسه على الأداء الاقتصادي، فضلاً عن هبوط المؤشرات العالمية بعد أن أثارت كوريا الشمالية بتجربة قنبلتها الهيدروجينية الجديدة مخاوف دول العالم، وأدت إلى توتر الأسواق العالمية والعربية على حد سواء. إلى جانب ذلك، استمرت أسعار النفط بتسجيل أدنى مستوياتها لتصل إلى 33 دولاراً. وتراجع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 2.78% ليغلق عند 4120.53 نقطة، بعد أن تراجعت المؤشرات العامة في سوقي دبي وأبوظبي الماليين بنسبة 3.42% و3.16% على التوالي. جراء تراجع كبير في الأسهم القيادية مثل إعمار العقارية والإمارات دبي الوطني ودبي الإسلامي والخليج الأول. وفقد سوق دبي المالي 105.19 نقطة من قيمته ليتراجع المؤشر إلى دون 3000 نقطة ويستقر عند 2966.43 نقطة نتيجة لتراجع مؤشر العقار بنسبة 4.13% والبنوك 3.85% والاستثمار 3.89% والخدمات 2.41% والنقل 2.62%. ووقع المؤشر تحت ضغوط من تراجع الأسهم القيادية، مثل سهم إعمار العقارية الذي انخفض بنسبة 5.35% إلى 5.13 درهم والإمارات دبي الوطني بنسبة 5.41% إلى 7 درهم ودبي الإسلامي 5% إلى 5.70 درهم. كما تراجع سهم ديار للتطوير بنسبة 2.41% إلى 0.485 درهم وداماك العقارية 3.08% إلى 2.2 درهم والاتحاد العقارية 3.59% إلى 0.698 درهم وأرابتك القابضة 4.17% إلى 1.15 درهم. وتراجع مؤشر البنوك في سوق أبوظبي المالي بنسبة 4.08% بمقدار 302 نقطة، نتيجة لتراجع سهم أبوظبي التجاري بنسبة 7.23% إلى 6.03 درهم والخليج الأول 5.62% إلى 11.75 درهم وأبوظبي الوطني 2.53% إلى 7.71 درهم. وفقد مؤشر العقار 141 نقطة من قيمته ليسجل تراجعاً بنسبة 4.05% إلى 3340.66 نقطة، نتيجة لتراجع سهم الدار العقارية بنسبة 3.96% إلى 2.18 درهم وإشراق العقارية 3.77% إلى 0.51 درهم ورأس الخيمة العقارية 5.45% إلى 0.52 درهم. وشهدت الأسواق تداول ما يقارب 395.23 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 0.59 مليار درهم خلال جلسة التداول من خلال 7438 صفقة. وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 59 من أصل 128 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وحققت أسعار أسهم 5 شركات ارتفاعاً في حين انخفضت أسعار أسهم 49 شركة بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات. وتوجه المستثمرون الأجانب نحو البيع، حيث وصلت قيمة مشترياتهم من الأسهم خلال جلسة أمس نحو 97.9 مليون درهم فيما بلغت قيمة مبيعاتهم 159.45 مليون درهم، ونتيجة لذلك بلغ صافي استثمارهم نحو 61.56 مليون درهم كمحصلة بيع، ويليهم في ذلك الخليجيون الذي اتجهوا نحو التسييل بصافي بيع بقيمة 10.5 مليون درهم. واتجه العرب والمواطنون، نحو الشراء ، حيث وصل صافي استثمار العرب نحو 27.4 مليون درهم كمحصلة شراء، بينما وصل صافي استثمار المواطنين نحو 44.7 مليون درهم كمحصلة شراء. كما توجهت المؤسسات والمحافظ الاستثمارية نحو التسييل، بصافي استثمار كمحصلة بيع بلغ 104 ملايين درهم موزعة على 30.1 مليون درهم محصلة بيع المؤسسات في سوق أبوظبي و 74 مليون درهم محصلة بيع المؤسسات في دبي. وجاء سهم إعمار العقارية في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، حيث تم تداول ما قيمته 83.41 مليون درهم موزعة على 16.06 مليون سهم من خلال 763 صفقة. وجاء سهم أرابتك القابضة في المركز الثاني ، حيث تم تداول ما قيمته 60.1 مليون درهم موزعة على 52.58 مليون سهم .وحقق سهم الجرافات البحرية أكثر نسبة ارتفاع سعري، حيث أقفل سعر السهم على مستوى 5.67 درهم مرتفعاً بنسبة 14.78% .وسجل سهم رأس الخيمة للأسمنت أكثر انخفاض سعري في جلسة التداول، حيث أقفل سعر السهم على مستوى 0.83 درهم مسجلاً خسارة بنسبة 7.78% . وضاح الطه: تجمع العوامل السلبية الخارجية قال وضاح الطه المحلل المالي في أسواق الإمارات: إن تراجع أسواق الأسهم المحلية يأتي جراء تأثرها كلياً بالعوامل الخارجية السلبية، مثل انخفاض أسعار النفط، خاصة أن خام تكساس سجل أدنى مستوى له منذ 11 عاماً، في حين سجلت الأسواق الصينية أكبر الانخفاضات مقارنة مع الأسواق العالمية إضافة إلى تخفيض العملة الصينية، ما انعكس على أداء الأسواق لارتباطها مع الأسواق العالمية. وأكد الطه أن حقيقة ما يجرى في الأسواق، هو نتيجة للعوامل السلبية الخارجية، حيث نأمل أن يصدر نوع من الإعلانات المبكرة للشركات لطمأنة المستثمرين.