×
محافظة المنطقة الشرقية

بني ياس و الشعب.. «النقاط الحيوية»

صورة الخبر

لا يلتزم بالمبادئ العليا إلا الأقوياء، أما الضعفاء فتهزهم أي حادثة أو موقف فلا يثبتون على مبدأ، ولا يفون بالتزامٍ، ولا يخجلون من نكث عهدٍ، والقوة لا تتمثل بالقوة العسكرية أو الاقتصادية أو البشرية، ولكنها تتمثل بالقيم العليا التي تُميز الدول والشعوب. تلتزم حكومة المملكة بمبادئ أخلاقية عليا في تعاملاتها الدولية، مبادئ فرضتها الشريعة الإسلامية التي جعلتها دستورًا لها، والتزمت كذلك بالمبادئ والمواثيق الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول، وانتهجت حكومة المملكة على مرِّ الزمن مبادئ أخلاقية عليا، وتميزت بقيمٍ ساميةٍ، وأوفت بكل التزاماتها في شتى الميادين بل هي تبادر إلى كل فعل رفيع في تعاملاتها الدولية، ولم يذكر التاريخ أنها وقفت موقفًا يتعارض مع نهجها الأصيل. تدرك بلادنا أنها تضطلع بمسؤوليات كبرى تجاه إخوانها المسلمين والعرب، كونها تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين اللذين توليهما عناية فريدة، وكفى قادة البلاد شرفًا أنهم جعلوا من أنفسهم خدمًا للحرمين الشريفين، واعتنوا بضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين عناية تفوق الوصف، وهي محل إشادة من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. لقد أولت بلادنا الأمن عناية كبرى؛ وهو واجب على الدولة لم تقصر في أدائه، بل سخرت به كل الإمكانات من أجل تحقيقه بأعلى المستويات، فبالأمن تتحقق الطمأنينة للناس – مواطنون ومقيمون وبالأمن تحفظ للناس الضرورات الخمس التي كفلها الشرع القويم، وبالأمن يتحقق النماء والتطور، وتسير خطط التنمية في البلاد لتحقق أهدافها، وبالأمن تعمر بيوت الله بالعباد، وبالأمن يطمئن الحجاج والمعتمرون. إن من ابتلي بجار سوء قد يلجأ إلى الانتقال عنه إلى مكان آخر؛ ليبتعد عن أذاه، وليهنأ هو وأسرته بالراحة، ولكن الجوار الجغرافي للدول لم يكن اختيارًا، ولا يمكن تغييره، وقد ابتليت دول المنطقة بالجوار الإيراني، وهو جوار سوء توالت على المملكة أخطاء قادته، وتدخلاتهم في الشؤون الداخلية للمملكة والدول العربية والخليجية بخاصة. الجار السيئ لا يتوقف أذاه، وليست خافية على شعب المملكة جرائم حكومة إيران منذ أن وصل الخميني إلى طهران، الخميني الذي بدأ إعدامات كبرى في إيران، ثم أخذ يتلفت كالمسعور نحو الدول العربية لتصدير ثورته بالقوة فكانت الحرب التي امتدت ثماني سنوات، وقال عندما أجبر على إيقافها بأن تجرع السم أهون عليه من ذلك. عندما فشل في تصدير ثورته بالقوة لجأ إلى تصديرها بالمال فأخذ ينشئ المنظمات الإرهابية، ويدعم العصابات بالمال والسلاح، ويوفر لها التدريب، ويقدم لها التسهيلات، ويجند المجرمين والخونة؛ ليقوموا بالنيابة عنه في دور الشر الذي رسمه لهم، والتزم خلفه الخامنئي بذات النهج السيئ، وسلك مسلكه في دعم الشر والجريمة والإرهاب. عانت بلادنا من جرائم قادة إيران في مواسم الحج وغيرها، وتعرضت سفارتنا وقنصليتنا لاعتداءاتهم، فهم يتصرفون كمجرمين لا قادة، وهو ما تؤكده الشواهد على نهج إيران الخمينية، ولعل أحدًا من المتخصصين يقوم بدراسة سلوك قادة إيران منذ وصول الخميني في أول فبراير عام 1979 م، ففي ذلك اليوم أعلن عن شرِّه بعبارته الشهيرة: «سوف أركل أسنانهم لقلعها» يعني بها معارضيه، وعندما عين مهدي بازركان رئيسًا للوزراء، قال: «بما أنني قد عينته فيجب أن يُطاع» واعتبرَ حكومته حكومة لله، وحذر من عصيانها، وقال إن أي عصيان لها هو عصيان لله، ثم أعلن الحرب على معارضيه، وبدأ بسحقهم. إن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة لم تتوقف يومًا، فأشرار إيران المعممون مردوا على الكذب والشر والجريمة لتحقيق أهدافهم، وقد ساهمت نجاحاتهم في بعض الدول العربية ومنها لبنان، حيث أنشأوا خليتهم السرطانية التي أخذت تتمدد في الجسد اللبناني، وتزيده مرضًا كل يوم، بل تعدته إلى الجسد السوري والعراقي واليمني. لقد آن لهذا الإجرام أن يتوقف، وما عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن إلا خطوة جادة لتحقيق هذا الهدف، وتحطيم الحلم الخميني في بسط هيمنته على البلاد العربية، وإن الصفعة التي تلقوها في مملكة البحرين أوجعتهم كثيرًا، وها هم اليوم يتألمون في اليمن بعد عودة حكومتها الشرعية التي تبسط نفوذها كل يوم على جزء من اليمن، وتضيق الخناق على الخائنين: الحوثي وعفاش. سقط حلم الخامنئي الموهوم بعجز حكومة المملكة عن تنفيذ حكم الشرع في نمر النمر الذي خان وطنه، وهالته قوة المملكة فتصرف معمموه كالأوباش يصرحون ويهاجمون ويؤججون فهوجمت بأمرهم السفارة والقنصلية وسرق الهاتف! وقفة: «إن المملكة لا تريد اعتذارًا من إيران، وإنما تريد أفعالًا لا أقوالًا» هذا ما قاله السفير المعلمي لمجلس الأمن الدولي. إننا في زمن الحزم والعزم، وعدم التهاون في شأننا الداخلي والخارجي.