توالي وتزايد المواقف المؤيدة لموقف المملكة الصارم والحاسم من الاعتداءات والتجاوزات الإيرانية المنافية لكل الأعراف الدولية، وخاصة في المجالين السياسي والشعبي عربيا وإسلاميا، والتأييد الدولي برفض التجاوزات التي تنال من الممثليات الدبلوماسية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن إيران تواجه درسا سياسيا ودبلوماسيا سوف يعيد توازن الأمور ويضع النقاط على الحروف. فبعد أكثر من 35 سنة من الاختراقات الإيرانية للسلم الإقليمي والدولي، وتدخلاتها السافرة في مسار شعوب ودول، وزرعها لعناصرها وطوابيرها الخامسة في قلب الدول المستقلة، وزعزعتها لأمن المنطقة بشتى السبل، إلى حد الاحتلال كما يحدث في سوريا الآن، وكما تمارسه عبر رجلها في لبنان، كان لا بد من موقف صارم وحاسم، وجاء هذا الموقف من المملكة أولا في عاصفة الحزم التي قطعت الطريق على الاختراق الإيراني لخاصرة المملكة عبر احتلال اليمن، ثم بعد ذلك سياسيا عبر المواجهة الصريحة والضرورية التي تقودها المملكة ضد العدوان الغاشم على سفارة وقنصلية المملكة في إيران. إن هذه المواقف السعودية يجب أن ترفدها مواقف خليجية وعربية وإسلامية صريحة وواضحة وإذا كانت بعض الدول أعلنت بجرأة ووضوح موقفها المؤيد للمملكة فإن بعض العواصم مازالت تناور بحثا عن مخرج أو وساطة. ولأن الحق واضح جداً، صار لا بد أن تكشف الأقنعة ونعرف من معنا ومن مازال يتآمر علينا. والسبت والأحد سوف تتضح الصورة تماما.