برزت السعودية لاعباً دولياً مؤثراً في مواجهة نظام طهران، عندما نجحت عبر اتصالاتها الثنائية في إقناع مجلس الأمن بإصدار قرار شديد اللهجة، دان الاعتداء على السفارة السعودية، وقنصليتها، من دون أن تحرك إيران ساكناً. وأعرب المجلس في بيان أصدره بالإجماع عن تنديده «بأقسى العبارات»، الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، داعياً السلطات الإيرانية إلى «حماية الممتلكات والموظفين الديبلوماســــيين والقنصلييـــن واحترام التزاماتها الدولية كاملة في هذا الإطار». وأشار بيانه، الذي صدر أول من أمس، إلى ضرورة «احترام المبادئ الأساسية في الاتفاقات الدولية وعدم التعرض للمقار الديبلوماسية والقنصلية، وواجبات الدولة المضيفة باتخاذ كل الخطوات المناسبة لحماية هذه المقار ومنع أي تعطيل أو مساس بأمنها وكرامتها». وكان إجماع مجلس الأمن على قراره، في تقدير مراقبين أحرج الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي انتقد سفير السعودية في المنظمة عبدالله المعلمي، لهجة استنكاره الاعتداء على سفارة بلد عضو في منظمته، وهو ما جعل المعلمي يرجِّح أن السكرتير الأممي وقع في فخ «معلومات خاطئة». وكانت الخشية الإيرانية من تداعيات قرار مجلس الأمن، برزت عندما أعربت عن أسفها الصريح إزاء ما حدث، إذ يرجِّح المتابعون للشأن الإيراني أن رجال طهران قليلاً ما يكونون بمثل تلك المرونة، «وهو ما يعني أنهم قرأوا في الموقف الدولي حزماً لم يتوقعوه، ذلك أن ماضي إيران مليء بالانتهاكات الديبلوماسية، وأن اتفاقها الحديث مع الغرب نووياً كان مشروطاً بتخلِّي طهران عن سلوكها العدواني، إلا أن تصرفها نحو البعثة السعودية أعاد ماضيها إلى الأذهان».