أكد مختصون في شؤون الجماعات الإسلامية، أن تنفيذ خارطة الطريق سيضرب المشروع الإخواني في مقتل، إلا أنهم توقعوا استمرار تظاهرات الإخوان وعمليات العنف، لفترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أشهر. وقال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور عمار علي حسن، إن سلوك الإخوان حالياً ومستقبلاً عبر عنه المشهد الرئيس يوم محاكمة مرسي، فقد كان ذلك اليوم فرصة للتعبير عن رفضهم لخارطة الطريق وللمحاكمة ذاتها وإظهار قوتهم للرأي العام العالمي والمحلي وأنهم يمثلون رقما يصعب تجاهله، وأضاف «غير أن ما جرى عكس وجود حشود إخوانية متهافتة بالآلاف فقط، وكانت لحظة فاصلة بين زمنين في علاقة الجماعة بثورة 30 يونيه، لأنه قبل ذلك التاريخ كانت تتحدث الجماعة عن مليونيات لكسر ما أسمته بالانقلاب وإجبار السلطة المؤقتة على التنازل وعودة الرئيس المنتخب ومحاكمة قادة الجيش، أما اليوم فإن هذا الخطاب لم يعد له وجود على الإطلاق. وفيما يتعلق بتأثير محاكمة مرسي على الإخوان، أكد أن الإخوان غير منشغلين بالرئيس المعزول، لكنهم منشغلون بقوة التنظيم الدولي وفاعليته، معتبرا أن مرسي كان مجرد ورقة في البحث عن مصالح التنظيم، وقد سقطت هذه الورقة ويمكن البحث عن ورقة جديدة. وأفاد أن الإخوان يتظاهرون الآن بهدف إبقائهم على قيد الحياة السياسية. وأكد أن الجماعة تسعى عبر مبادرات ثبت عدم جديتها للحفاظ على جزء من مكتسباتها. وأشار د. عمار، إلى أنه كلما تقدمت مصر في تنفيذ خارطة الطريق فإن جماعة الإخوان تفقد أوراقها، ومن ثم لم يعد أمامها سوى إنقاذ ما يمكن إنقاذه بحيث تصبح مصلحة التنظيم أهم من سلطة فقدوها في يونيو. وقال إن الجماعة تؤجل انقساماتها أو مساءلة قواعدها عبر اصطناع عدو دائم ممثلا الآن فيما يسمونهم الانقلابيين، لكنهم بدأوا يوسعون الدائرة لتشمل المجتمع المصري، في عودة لفكر التكفير الذي اتبعه سيد قطب، ورغم ذلك سيحدث تشقق ظاهر أو خافت أثناء وبعد خارطة الطريق. ولا يعتقد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن تؤدي محاكمة الإخوان ورئيسهم إلى ضياع المشروع الإسلامي، مؤكدا أن الإخوان لم يكن لهم مشروع إسلامي، بل برنامج تنظيمي حولوه لفكرة مشروع سقط بثورة 30 يونيه. من جانبه، يفرق القيادي الإخواني المنشق الدكتور ثروت الخرباوي بين مستقبل أفكار المشروع السياسي الإسلامي للإخوان ومستقبل التنظيم من حيث الحركة، مؤكداً أن المشروع السياسي للإخوان انتهى تماما ولم يعد له مستقبل، خاصة بعد أن أدرك الكثيرون أن مشروعهم على مستوى الاختبار والتجربة العملية لم يكن سوى شعارات وكلام لم يعرف التطبيق، إما على مستوى التنظيم الحركي فإنه يعتمد على الموارد البشرية وقدرة الجماعة على ضم أطراف جدد، غير أن الجماعة فشلت في ضم أعداد جديدة إليها بجانب خروج أفراد من تحت لوائها فيما يعرف بالاحتجاج السلبي. وأفاد أن هؤلاء الذين رفضوا إدارة الأزمة حالياً وعبروا عن رفضهم لفشل الجماعة في إدارتها وبالتالي ركنوا إلى الجلوس السلبي في بيوتهم دون المشاركة في تظاهرات ورفضوا الانصياع لقرارات الجماعة، ومع ذلك تظل قدرة جماعة الإخوان على تجنيد أفراد جدد قائمة لكنها أقل بعد فشل مشروعهم السياسي. بدوره، وصف الزعيم السابق لجماعة الجهاد الإسلامي نبيل نعيم، أداء الإخوان في الشارع المصري بالضعف نتيجة عوامل عديدة منها وعي الناس بخطورة الجماعة على الدولة المصرية، وأن الشارع المصري قد جرب حكمهم على مدار عام كامل وأنهم لا يستطيعون احتواء المخالفين لهم ومارسوا كل أشكال الإقصاء على الآخرين، كما أنهم اعتبروا الدولة المصرية غنيمة وقعت في أيديهم وتقاسموها فيما بينهم. وقال إن جماعة الإخوان أقصت حتى المتحالفين معهم وعلى رأسهم حزب النور، ومن ثم فإن ذلك كله يؤثر في مستقبل الجماعة القريب والبعيد.