ليس ثمة شيء أسوأ من فرية جهاد المناكحة سوى حقيقة فتوى ملك اليمين؟، وإذا مانت الأولى قد صنعت ضمن دوائر المخابرات السورية والإيرانية فإن الأخرى قد صنعتها دوائر التشدد والفهم المقلوب للدين، فالفتوى التي أطلقها الشيخ السلفي ياسر العجلوني والتي تبيح دخول عدد غير محدود من اللاجئات السوريات في ملك يمين رجل واحد شكلت صدمة لكل من سمعها ما دفعت العجلوني للتراجع عن فتواه بسبب ردود الفعل الغاضبة التي أحدثتها هذه الفتوى في الأردن وسورية وكافة بلاد الشام وقال: (أقدم اعتذاري لأمي وأختي السورية وأقول لكل السوريات المهجرات لم يبق لكن سوى الله عز وجل)!. ونعم بالله القادر الناصر الجبار، نسأله أن يعين عباده الأبرياء الذين سحقتهم ويلات الحرب وشردتهم مدافع الطاغية حتى أصبحوا بلا مأوى في هذا الشتاء القاتل، حسبنا الله ونعم الوكيل بمن يشوهون صورة الدين الحنيف بخرافاتهم وأفكارهم الظلامية حتى وصل بهم الحال إلى هذا المستوى البائس، هل صبرت الحرائر على كل هذه الأهوال كي يدخلن في ملك يمين رجل مهووس لا يهب لنجدة امرأة مشردة إلا إذا كانت مملوكة له؟، على الأقل جهاد المناكحة ــ بكل خرافاته ــ أهون حالا فهو في النهاية زواج ولا يستطيع الرجل فيه أن يتزوج أكثر من أربع نساء أما في حالة ملك اليمين فالمسألة مفتوحة!.. والله المستعان. ** بمناسبة موضة الاعتذارات الظلامية فقد اعتذر تنظيم القاعدة عن جريمة قتل المدنيين في المستشفى خلال التفجير الذي ضرب وزارة الدفاع اليمنية وأعلن استعداده لدفع الديات، واضح أن حتى تنظيم القاعدة نفسه صدم بحجم الوحشية التي وصل إليها أعضاؤه، لا دين ولا عقل ولا جنون ولا أي شيء في العالم يمكنه أن يبرر هذه اللقطات المريعة التي أظهرتها كاميرات المستشفى، قتل مجاني للأطفال والنساء واحتقار مريع لحياة الإنسان، إرهابي يقتل طبيبة تحاول أن تساعد جريحا ويمضي في طريقه وكأنه لم يفعل شيئا، أي دين هذا الذي يبيح قتل الأطباء والمرضى دون تردد، أي خرافة تلك تسكن في عقل ذلك الرجل الذي يقتل كل من يراه من الأطفال والنساء والمراجعين بدم أبرد من البارد؟!، كيف طاوعه قلبه أن يلقي بالقنبلة اليدوية على مجموعة من الرجال والنساء المختبئين في إحدى زوايا المستشفى ثم يتركهم لتتطاير أشلاؤهم في أرجاء المكان؟!. القاعدة اعتذرت فقط عن هذه اللقطات التي فضحت جنونها، أما عملية التفجير ككل فهي مصدر اعتزازها، ترى كم مرة علينا أن نعتذر للإسلام عن هذه الجرائم التي ترتكب باسمه؟!. ** عدد كبير من الأبرياء في العالم الإسلامي يقتلون عن طريق الخطأ ويدفنون مصحوبين بكلمة اعتذار، قسم منهم تأسف الولايات المتحدة لمقتلهم أثناء بحثها عن أعضاء القاعدة والقسم الآخر تعتذر القاعدة لقتلهم بالخطأ أثناء بحث أعضائها عن الأمريكان!.