بدأ الاقتصاد العالمي عامه الجديد أمس باضطرابات في أسواق المال، في ضوء توترات الشرق الأوسط وأرقام أوروبية وصينية سلبية، ففي الصين تقلصت نشاط المصانع للشهر العاشر على التوالي الشهر الماضي، فيما بدا انتعاش نشاط المصانع في منطقة اليورو خجولاً أكثر مما ينبغي، ما يشي باحتمال تنفيذ بكين والمصرف المركزي الأوروبي تدابير جديدة لحفز الدورة الاقتصادية. (للمزيد) وبعدما ثبت المصرف المركزي الصيني سعر صرف اليوان عند أدنى مستوى في أربع سنوات ونصف سنة، أكدت البيانات الصينية والأوروبية مخاوف المستثمرين في أسواق المال من حصول مرحلة إضافية من النمو والتضخم البطيئين، والطلب الضعيف، والتقلبات الحادة في أسواق المال، وهي صفات سلبية وسمت عام 2015. وهوت أسهم البورصة الصينية سبعة في المئة بسبب ضعف اليوان وتقلص نشاط المصانع. وهبطت مؤشرات البورصات الأوروبية لكن بحدة أقل من نظيرتها الصينية لأن أرقام منطقة اليورو وإن سجلت نمواً متواضعاً لنشاط المصانع، لم تعكس انكماشاً كما حصل في الصين. وقال بيتر ديكسون، الخبير الاقتصادي في «كومرتسبنك»: «سيكون عام 2016 تكراراً لعام 2015 مع أخطار إضافية، فالاقتصاد العالمي يقوم على أسس ضعيفة، إذ إن الصين تبدي تباطؤاً أكبر في النمو فيما التوجهات الخاصة بالسياسات الاقتصادية في البلدان النامية لا تزال غامضة». وقلص الدولار مكاسبه التي حققها في وقت سابق في مقابل سلة عملات رئيسة بعد هبوط مفاجئ لمؤشر للقطاع الخاص الأميركي يتعلق بنشاط قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) ليسجل أدنى مستوى له منذ حزيران (يونيو) 2009، ما زاد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي المحلي. وتراجع مؤشر الدولار في نيويورك إلى 98.766 نقطة، بزيادة 0.1 في المئة فقط عن إقفال ما قبل عطلة رأس السنة. وصعد الذهب اثنين في المئة بدعم من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط والهبوط الحاد للأسهم. وسجل البلاديوم انخفاضاً حاداً بعد نشر النتائج الصينية فالبلاديوم من المعادن الصناعية ويتأثر بضعف الاقتصاد أكثر مما يتأثر الذهب. وزاد سعر الذهب في السوق الفورية إلى 1080.30 دولار للأونصة في حين هبط البلاديوم 2.2 في المئة إلى 549.30 دولار للأونصة. وفتحت الأسهم الأميركية على انخفاض حاد بعد البيانات الضعيفة في الصين. وانخفض مؤشر «داو جونز الصناعي» 190.14 نقطة أو 1.09 في المئة إلى 17234.89 نقطة. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بواقع 23.48 نقطة أو 1.15 في المئة إلى 2020.46 نقطة. وهبط مؤشر «ناسداك المجمع» 111.48 نقطة أو 2.23 في المئة إلى 4895.93 نقطة. وقفزت أسعار النفط الخام بنحو أربعة في المئة في أول جلسة للتداول في 2016 بفعل توترات الشرق الأوسط وبيانات تشير إلى تراجع المخزونات في مستودع تسليم عقود الخام الأميركي في كاشينغ بولاية أوكلاهوما. وقفز سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» 1.60 دولار أو بنسبة 4.3 في المئة إلى 38.88 دولار للبرميل بعدما سجل أعلى مستوى في نحو ثلاثة أسابيع 38.93 دولار للبرميل في وقت سابق. وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.25 دولار أو 3.3 في المئة إلى 38.29 دولار للبرميل. لكن مكاسب النفط بدت خجولة بسبب ضعف الاقتصادات الدولية.