دانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة التصريحات الصادرة عن النظام الإيراني تجاه الأحكام الشرعية التي نُفّذت بحق عدد من الإرهابيين والجناة في المملكة العربية السعودية. كما استنكرت استنكاراً شديداً الاعتداء الغاشم الذي قامت به جموع من المتظاهرين الإيرانيين ضد سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، والذي أدى إلى اقتحام المباني وإضرام النيران فيها. ودعت الأمم المتحدة للتدخل لفرض عقوبات دولية على النظام الإيراني الذي انتهك جميع الاتفاقيات والأعراف الدولية التي تنص على احترام سيادة الدول وسفاراتها، وعدم التدخل في سياساتها الداخلية. جاء ذلك في البيان الذي أصدره معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، الذي قال فيه: إن تصريحات المسؤولين الإيرانيين العدائية تجاه الأحكام الشرعية التي نُفّذت بحق عدد من الإرهابيين والخارجين على ولي الأمر في المملكة، والاعتداء الغاشم ضد سفارتها في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، يكشفان للعالم وجه إيران الحقيقي المتمثل في دعم الإرهاب والطائفية البغيضة، الذي يُعد استمراراً لسياساتها في زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة. مشيراً معاليه إلى أن دفاع النظام الإيراني عن أعمال الإرهابيين وتبريره لها يجعلانه شريكاً لهم في جرائمهم، وأن تدخلات إيران الواضحة في دول المنطقة وزرعها الفتن في كل مكان؛ ما أسهم في توتر المنطقة، خير دليل على ذلك، كما في العراق واليمن ولبنان وسوريا. وكذلك دعمها المباشر للظلمة من خلال الحرس الثوري، والمليشيات الشيعية، التي دعمت النظام السوري الإرهابي الذي قتل مئات الآلاف من شعبه، وشرد الملايين. وقال معاليه: إن العالم الإسلامي بأكمله يقف ضد ممارسات إيران الطائفية العمياء التي تضر بوحدة المسلمين. مؤكداً أن الاعتراض على أحكام الله وتطبيق شرعه اعتراض على الإسلام وشريعته، وهذا ما يكشف زيف الدعايات الإيرانية في الشأن الإسلامي، ويؤكد أنها تستغل المذهب الشيعي لمصالحها السياسية، وعلى عقلاء الشيعة إدراك خطورة ذلك عليهم، واستذكار المد الصفوي الفارسي عبر التاريخ، واستغلاله المذهب الشيعي. إن المسلمين جميعاً يدركون دعم إيران ومشاركتها في قتل الملايين وتشريدهم في سوريا والعراق واليمن وغيرها، ويعجبون من كلام بعض مسؤوليها عن حقوق الإنسان التي هي أكبر منتهك لها. وأفاد معاليه بأن رابطة العالم الإسلامي تلقت اتصالات عديدة من المنظمات والجمعيات والعلماء والقيادات الإسلامية من خارج المملكة، تدين هذا الاعتداء الغاشم على السفارة السعودية والقنصلية، وتستهجن تصريحات المسؤولين الإيرانيين ضد أحكام شرعية، صدرت من قضاء مستقل نزيه، وتؤكد ثقتها في القضاء السعودي وجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهما الله - في محاربة الإرهاب ومرتكبيه، وأنها تطبيق لشرع الله الذي يحكم بميزان العدل والمساواة، ولا يفرق بين المذاهب. وختم الدكتور التركي حديثه بالدعاء إلى المولى - جلت قدرته - أن يحفظ المملكة العربية السعودية وقادتها والشعوب الإسلامية في كل مكان من عبث العابثين ومكر الماكرين، إنه جواد كريم. والله الهادي إلى سواء السبيل.