يبدو أن هناك انفراجًا مؤكدًا في الأزمة العمالية المنزلية العالقة، فقد أنهت السفارة الأوغندية في الرياض بهدوء إجراءات الاستقدام الرسمي وانتهت من إعداد برنامج الربط الإلكتروني لعملية تصدير العمالة المنزلية للمملكة. والسار في الأمر هو أن اتفاقية استقدام العمالة المنزلية بين البلدين تنص على أن تكون العملية إلكترونية بين الجهات المعنية، لحفظ حقوق جميع الأطراف، مما سيسهم بوصول العاملة في مدة شهر واحد فقط، في حال اكتمال المستندات، وهو تقدم هائل ونوعي في هذه العملية التي تزيد عن ستة أشهر. ويأتي ترحيبي بالعمالة الأوغندية لما أعرفه عن هذا البلد من توفر الأمن، حيث يمارس المجتمع حياته الطبيعية بانسيابية، ويمكن للسائح والمقيم التجول حتى ساعات الفجر، ويمتلك المواطن الأوغندي الثقافة والعلم والخلق الرفيع فضلاً عن التحدث باللغة الإنجليزية بكل طلاقة حيث هي اللغة الرئيسة في البلاد، مما سيخلق حالة من التناغم ويخفف من حالة التوتر القائمة مع عمالة الجنسيات الأخرى. من الجميل أيضًا أن الحكومة الأوغندية قد ألزمت مراكز تدريب عالية الجودة بتدريب العاملات لتجهيزهن للمملكة، وتدريبهن على كل الأشغال المنزلية وطرق التعامل مع الشعب السعودي، برغم ما تتمتع به تلك العمالة من الخبرة والمهنية التي تنقص بعض عمالة الدول الأخرى. ما يجب أن يراعيه الشعب السعودي وينتبه له جيدًا هو أن الاتفاقية قد نصت على ضمان حقوق العامل وتعزيز حمايته وفق الأنظمة والقوانين في المملكة، وتوفير آلية لتقديم المساعدة العاجلة للعاملة على مدار 24 ساعة بحيث يمكنها تقديم شكوى عن سوء المعاملة أو عدم الحصول على حقوقها، مع فرض منح العمالة ثماني ساعات راحة في اليوم، والمفاجأة هو إجازة رسمية ليوم واحد كل أسبوع، وهو إجراء جيد ليمارس أفراد الأسرة دورهم في الأعمال المنزلية، وتتمكن العاملة من أخذ راحة أسوة بجميع البشر في أصقاع الأرض. إن مشاعر التفاؤل التي تسكنني وتحيط باستقدام العمالة الأوغندية مردها أن السفير الأوغندي الدكتور راشد بن يحيى سيمودو، من ضمن المساهمين بتسهيل هذا الملف الشائك، وهو على دراية تامة بطبيعة المجتمع السعودي، فقد قضى في المملكة ثمانية عشر عامًا منذ كان طالبًا في المعهد الثانوي بالجامعة الإسلامية وحتى تخرج منها حاملاً شهادة الدكتوراه بالفقه، وكان فيها ناشطًا طلابيًا ورأسَ لجنة الخدمات الطلابية، فضلاً عمّا يملكه هذا الرجل من سمو ودماثة خلق، وحرصة على بذل جهود رسمية وخيرية ملموسة في توطيد العلاقات بين البلدين الصديقين. مقالات أخرى للكاتب هل نحن رابضون؟! يوم القراء الثمانون انتخبوا أم صالح ! جامعة نورة وأكبر شريط بشري للتوعية بسرطان الثدي ملعب قرية الرفايع ونزاهة!